أبرز الأخبار

أزعور وفرنجيه… وجهان لرئاسة عاجزة عن تحريك دولار واحد !…

وكالة اخبار اليوم

بمعزل عن الأسماء، وعن الدعوات الى الحوار من أجل التوافق على الملف الرئاسي، وعن فرص نجاحه أو لا، فإن هناك ثابتة أساسية، وهي أن المطلوب من الرئيس الجديد هو أن يكون موظّفاً مُنتجاً في مؤسّسة إسمها لبنان. ولكن لا أحد سيُفلح في تلك المهمّة، ولا حتى بنسبة 0.1 في المئة.

فالوزير السابق جهاد أزعور شخصية مالية دولية، ناجحة في رسم سياسات “متعدّدة الجنسيات” على مستويات عدّة، من خلال النّقد والمال، ولكنّه عاجز عن تشكيل حكومة “علميّة” ومُنتِجَة واحدة في لبنان، إلا بتوافقات وتسويات لن تسمح له بفعل شيء في النهاية.

كما أن الوزير السابق سليمان فرنجيه شخصية مارونية محليّة مهمّة، حليفة لأقوى فريق سياسي داخلي مدعوم بقوّة عسكرية إيرانية. ولكنّه عاجز رغم ذلك عن تحريك دولار واحد، من طاولة الطعام الى طاولة السجائر، إذ إن لا أدوات لديه تمكّنه من الحكم إلا كامتداد لآخر ثلاث سنوات من ولاية الرئيس السابق ميشال عون، وبحكومات شبيهة بتلك التي شكّلها الرئيس حسان دياب، أو حكومة تصريف الأعمال الحالية.

أصدقاء لبنان في الغرب يقبلون بما يقبل به اللبنانيون في النهاية، وهم مستعدّون للعمل مع أي إسم وأي حكومة، على قاعدة المصلحة المشتركة، وذلك بموازاة المطالبة الغربية برئيس لبناني شفّاف، يعزّز مبدأ المحاسبة ومحاربة الفساد، ويمضي قُدُماً بالإصلاحات الاقتصادية لضمان التوقيع على برنامج مع “صندوق النّقد الدولي”.

هذا من جهة أصدقاء لبنان. أما من جهة لبنان، فإن أي إسم مطروح للرئاسة وسط الجوّ السياسي الذي فيه حالياً، هو الإسم الذي سيقول في يوم من الأيام بعد انتخابه، لم يَعُد بإمكاني أن أفعل أكثر ممّا حاولت، لأن الوضع العام في البلد لا يسمح لي بالمزيد.

أشار الوزير السابق البروفسور ابراهيم نجار الى أنه “عندما تكون الأمور مستعصية، تبقى الحلول البراغماتية هي الأفضل. وهو ما يعني وجوب الانتظار ومواكبة التطورات، خصوصاً داخل فريق “الثنائي الشيعي”، وفي المنطقة بين إيران والسعودية، والولايات المتحدة الأميركية والسعودية”.

وشدّد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” على أن “السلاح الأقوى في لبنان هو الشرعية، أي الموقف الشجاع الذي عندما يُنادى به، يشعر الجميع حالاً بأن هناك قوًى تلتفّ حوله، رغم أنه لم يكن أحد يعتقد أنها كانت موجودة. وبالتالي، نحن أمام أزمة متحرّكة، أي انها مستعصية بشكل موقَّت. وهذا يعني ضرورة الحفاظ على الثبات، وعلى مرونة التعاطي مع المتغيّرات، ومواكبة الأمور”.

وأكد نجار أن “لبنان لطالما كان صراعاً متحرّكاً ومشكلة متحرّكة، تتغيّر صورتها كلّها إذا تغيّر أي شيء صغير فيها. ولذلك، لا يجب فقدان الأمل. فبلدنا نافذة مفتوحة على عواصف ومتغيّرات تنتظر بعض السياسات في الإقليم، وعلى ثوابت لا تتغير أيضاً. وهنا تظهر الأهمية الكبيرة لانتهاج سياسة براغماتية، تشبه البراغماتية الأنغلوساكسونية الموجودة في السياسات الأميركية”.

وأوضح:”البراغماتية هذه، والانتقائية في الحلول، هي قضايا أساسية لانتظار المتغيّرات التي هي في أساس السياسات الدولية. فعلى سبيل المثال، لننظر كيف انتظرت البراغماتية الأميركية تطوّر الأمور، وبروز الصين كقوّة عظمى منافسة لها، بعدما كان الجميع يعتقدون أن الإتحاد السوفياتي وحده القادر على مُنازَلَة الولايات المتحدة الأميركية”.

ولفت نجار الى أن “السياسات الدولية هي مصالح أيضاً. فلا صداقات أو تحالفات دائمة، بل مصالح دائمة، فيما لا فارق لدى الولايات المتحدة الأميركية بين مسيحي ومُسلم في أي مكان، وفي أي بلد كان. وهذا أمر مهمّ لفهم تطوّر الأمور”.

وختم:”لننظر الى الصين كيف أتت، وقطفت نتائج التغيُّر في العلاقات بين واشنطن وبعض حلفائها في الخليج. ولكن هذا لم يمنع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من زيارة السعودية، انسجاماً مع الاهتمام بالمصالح الأميركية. وتلك المصالح نفسها هي التي تجعل الرئيس الأميركي جو بايدن يرفض الخسارة في الملف اللبناني، لا سيّما أنه يعتزم الترشّح لولاية رئاسية جديدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى