أبرز الأخبار

“مسرحية” ميقاتي.. وباسيل “النّمس”

انطلاقاً من كلّ عناوين بكركي، ألقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي رسالة الميلاد، مضيفاً إلى كلّ كلامه السابق عن ضرورة عودة انعقاد مجلس الوزراء ومسؤوليّة القوى المعطِّلة، كلاماً جديداً عن “غرق أهل السلطة في تسويات ومساومات للانتقامِ بعضهم من البعض الآخر، ولإبعاد أخصامهم وتعيين محاسيبهم، والتشاطر في كيفيّة تأجيل الانتخابات النيابيّة والرئاسيّة عن موعدها الدستوري، لغايات في نفوسهم ضدّ مصلحة لبنان وشعبه”.

يأتي كلام الراعي عن “التشاطر للإطاحة بالانتخابات” بعد لقائه الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس في زيارته الأخيرة. وقد سمع هذا الأخير من الراعي دعوته إلى إعلان حياد لبنان الإيجابي والناشط، وإلى عقد مؤتمر دولي خاصّ بلبنان. وسلّم الراعي غوتيرس مذكّرة كتبت فيها مواقف بكركي بحبر “أممي”. ومن بينها وجوب تنفيذِ جميعِ القرارات الدوليّةِ من دون استنسابية ولا تجزئة، وضرورة أن تَتحرّك الأممُ المتّحدةُ قبل سواها لبلورةِ حلٍّ دوليٍّ يَعكِسُ إرادةَ اللبنانيّين.
وتزامناً مع رسالة الميلاد لا تزال ارتدادات “سقوط الصفقة” تتفاعل في الأوساط السياسية. فبعد كلام رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، ووصفه خروج ميقاتي غاضباً من لقائه مع الرئيس برّي بـ”المسرحيّة”، وصف موقع “لبنان 24″، الذي يملكه ميقاتي، باسيل بـ”النمس”، في دلالة واضحة على حجم التوتّر بين ميقاتي وباسيل. وهو ليس جديداً بين الرجلين. فقد بدأ هذا التوتّر منذ اعتراض باسيل على عدم دعوة ميقاتي مجلس الوزراء إلى الانعقاد، واكتمل مع سقوط التسوية التي كان يمكن أن تزيل ارتباك القوى السياسية المعنيّة بها.
مصادر مقرّبة من التيار الوطني الحر تستكمل هجومها على ميقاتي الذي “يحاول أن يحمل العصا من النصف دائماً على حساب مصلحة البلد”، متّهمةً ميقاتي بسعيه إلى “المحافظة على علاقاته الدولية والداخلية مع الخصوم والحلفاء، واللعب على التناقضات، من دون القيام بما يتوجّب القيام به، وهو الدعوة إلى جلسة تُعيد العمل الحكومي”.

“النّمس” و”المسرحية”

وتعلِّق مصادر التيار على دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون المجلس الأعلى للدفاع إلى الانعقاد بعد “مسرحية عين التينة”، قائلةً إنّ “عون يدرك أنّ مجلس الدفاع لا يمكن أن يحلّ مكان مجلس الوزراء، وهو عبّر عن ذلك في كلمته في الجلسة قائلاً: لا يمكن لشخص أن يحلّ مكان مجلس الوزراء”، مضيفةً ردّاً على تسريب ميقاتي خبر اعتراضه على اتّخاذ مجلس الدفاع الأعلى قرارات بوجود رئيس الحكومة، في موقع قريب من المستقبل، أنّ “ميقاتي شارك في الجلسة والتقى عون، فكيف له أن يعترض على ذلك بعد خروجه من بعبدا؟ ولماذا لم يعبّر عن اعتراضه أثناء مشاركته في الجلسة؟”. وبناءً على كلّ هذه الملاحظات تقول المصادر إنّ “باسيل وصف مشهد عين التينة بالمسرحية، وكذلك هي كلّ ردود فعل ميقاتي الذي يحاول إرضاء الجميع”.

من جهة أخرى، يبدو ميقاتي حريصاً على علاقته برئيس الجمهورية ميشال عون.وفي المعلومات أنّ ميقاتي اتّصل بعون بعد لقائه برّي، وسأله عن حقيقة التعيينات القضائية التي جرى الكلام عنها، فكان ردّ عون أنّ هذا نقاش قديم، وقد أعلنه عون عندما تحدّث عن “نفضة قضائية”. فكان ردّ ميقاتي أنّ هذه النفضة أكبر من أن يحتملها.

على مقلب العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وتصعيد التيار المرتقب بعد الأعياد، تشير مصادر الحزب إلى أنّه متفهّم جدّاً لـ”فشّة خلق باسيل” بعد قرار المجلس الدستوري، لافتةً إلى أنّ مسعى جدّيّاً لتسوية جديدة قد بدأ، لكنّه سيتبلور بعد استراحة الأعياد.

من جهته، سيسعى باسيل إلى إجبار الحزب بحكم الأمر الواقع على التعامل بشكل مختلف مع الاستحقاقات الداخلية من دون الوصول إلى الطلاق، بحكم المصالح المشتركة البعيدة المدى بين الفريقين.

قضائيّاً يراهن أهل السلطة على قرار الهيئة العامّة لمحكمة التمييز الذي سيبتّ مصير دعوى مخاصمة الدولة التي قدّمها رئيس الحكومة السابق حسان دياب، وإمكانية أن تؤدّي إلى كفّ يد قاضي التحقيق العدلي طارق البيطار واعتماد محاكمة الرؤساء والوزراء في الهيئة العليا القضائية-النيابية في مجلس النواب استناداً إلى الدستور. وهو المسار التقنيّ الوحيد حاليّاً الذي يمكن أن “ينقذ القوى السياسية” من مأزقها.

بالانتظار، تبدو القوى مجتمعة بكلّ تناقضاتها على مآزق مشتركة ستؤدّي بها حتماً إلى الوصول إلى تسوية من أجل العودة إلى قيد الحياة السياسية.

فكيف سيكون الإخراج؟

المصدر: أساس ميديا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى