أبرز الأخبار

هل «تلغي» واشنطن الانتخابات؟

في ظل تجميد التفاهمات الكبرى، في الاقليم والعالم، على وقع الحرب الأوكرانية، تبدو الانتخابات النيابية في لبنان وكأنها، رغم تسارع ترتيباتها، لم تعد أولوية غربية. هل من مصلحة لواشنطن في انتخابات تعيد تثبيت شرعية خصومها، وقد تعيدهم أقوى مما هم عليه، في مقابل «صفر أرباح»؟

قبل شهرين، لم يكن على المرشّح «التغييري» ضدّ «المنظومة الفاسدة» سوى أن يتّصل بالوكلاء المحليين لأصحاب التمويل الأجنبي، عارضاً الـ cv التي تخوّله خوض الاستحقاق الانتخابي، حتى إذا ما نال الاستحسان، تكفّل هؤلاء بالباقي: اللوجستيات وتكاليف الحملة حتى الوصول إلى ساحة النجمة. والهدف: الحصول على كتلة نيابية في البرلمان المقبل تشكّل بيضة قبان أميركية ــــ أوروبية تحدث تغييراً في الحياة السياسية.

منذ شهرين، تغيّرت الأحوال فجأة. قلّ التمويل، وباتت الاتصالات، هذه المرة، تأتي من الوكلاء أنفسهم إلى المرشحين «الدسمين» تطلب منهم المساهمة في تمويل الحملات. باختصار، «الثورة بلا فلوس» منذ شهرين. وبعض «المنصّات» التي كانت تعد بالتجديد عاجزة حتى عن تجديد الـ«بانويات» التي رفعتها بعدما أفسدتها الأمطار والعواصف الأخيرة.
الأسباب كثيرة، ليس أهمها تلمّس السفارات والسفراء الأجانب عجز هؤلاء عن حشد أكثر من بضع مئات من «الجماهير» في التظاهرات والأنشطة التي دعوا إليها، وبعضها كان حضوره أقل من عدد الداعين إليه. وإنّما، أيضاً، بسبب الانقسام الشديد الذي يسود صفوف الفريق «السيادي». سعد الحريري مُبعَد عن الحياة السياسية قسراً، وهو من منفاه لم يشأ أن يترك جمهوره «هدية» للحلفاء، ما زاد إرباكهم، وجعل معراب – مثلاً – التي كانت تخطط لحصد أكبر كتلة نيابية في «الجمهورية القوية»، تكافح لتسمية مرشح غير حزبي في عكار، وتتسلح في بعلبك ــــ الهرمل بـ… عباس الجوهري لإلحاق الهزيمة بحزب الله وسلاحه! فيما كان وليد جنبلاط الأكثر صدقاً عندما باغت الحريري يوم أبلغه الأخير قراره العزوف عن المشاركة في الانتخابات، بسؤال: «شو بدي إعمل بالجبل».

 

المصدر: صحيفة الاخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى