أبرز الأخبار

نصرالله لقائد الجيش :”نصحتك بعد انفجار المرفأ، لكنك…”

الكلمة أونلاين

سيمون ابو فاضل

حمل الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ، مواقف واضحة لمواصفات رئيس الجمهورية المقبل ، منطلقاً من تمثيله شريحة لبنانية واسعة ،ومن حقها ان تقول اي رئيس للجمهورية تريد ،لأن رئاسة الجمهورية هي موقع قادر على حماية احد عناصر القوة في لبنان ، بينها المقاومة ..
هذا الكلام للسيد حسن نصرالله ،الذي يمتلك قرار حزبه ،اتى حاسما وحادا ، وطال قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون ،الذي يتم التداول باسمه كمرشح رئاسي وقد يدخل قصر بعبدا اذا ما تكاملت جملة عوامل مكونة حاجة لتوليه رئاسة الجمهورية ..ولا سيما ان ثمة استحالة لدى القوى الداخلية المواجهة من ايصال مرشحها على ما تدل الوقائع الظاهرة حتى حينه ..

قد يكون كلام السيد نصرالله حسم بشكل قاطع رفضه لوصول قائد الجيش الى رئاسة الجمهورية ،ام ترك الباب مفتوحا للنقاش حول ضمانات طبيعية اذا ما سلم بدخوله قصر بعبدا، ام انه يقول لحليفه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ،بانه حاول جاهدا لتامين انتخابه رئيسا للجمهورية الى حد اعلان مواقف صنفت مباشرة ضد العماد جوزيف عون ،بهدف قطع الطريق امامه ،لكن مجموعة عناصر شكلت القرار الخارجي -الداخلي لانتقاله من وزارة الدفاع الى قصر بعبدا ، كانت على حساب فرنجية ..
ليست المرة الاولى التي يستهدف فيها أمين عام حزب الله قائد الجيش اللبناني ،على خلفية عدة اعتبارات لها صلة بحسابات حزب الله المتعددة ،وطريقة تعاطيه مع انطلاقة ثورة ١٧ تشرين هي احدى جوانب هذه الحساسية ،لكن يبقى الملف الذي اوجد هذا النفور لدى حزب الله ،هو ملف تفجير مرفأ بيروت مع ما رتبه من ضحايا وجرحى ودمار ،اذ يومها وبعد اسبوعين ،طالب السيد نصرالله من قيادة الجيش اللبناني عبر خطاب واضح باحراء تحقيق حول هذ الكارثة ،لاعتباره بان الثقة الجامعة بقيادة الجيش اللبناني ، من شأنها ان تقنع المعنيين بهذا الانفجار على كافة المستويات بنتيجة تحقيق يحصر المسؤولية بسبب عرضي ويطوى الملف ، بعيدا عن ذكر كل العوامل الاساسية المرتبطة بكيفية وصول مادة نيترات الامونيوم ومن تصرف بها ومن صمت عنها ….حيث لم يتلقف الدعوة يومها قائد الجيش في منطق السيد حسن نصرالله ،فبقي الملف قائما بيد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار ،وتوسعت التحقيقات ونتج عنها مذكرات توقيف ،اي ان الملف فرض واقعا اشكاليا – انقساميا في البلاد على كافة المستويات ومنها الشعبية ،القضائية ،السياسية …
سبق كلام السيد نصرالله مواقف لعدد من قياديي حزب الله ونواب كتلة الوفاء للمقاومة، حملت ضرورة التفاهم على رئيس لا يشكل تحديا لاي فريق ،واقر النائب حسن فضل الله بان الدستور نص على نصاب الثلثين، بما اعطى الحق لعدد من النواب وبينهم كتلة الوفاء للمقاومة لعدم المشاركة او تأمين نصاب الدورة الاولى لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية ،اي ان مواقف ممثلي الحزب كانت جد مسالمة وانفتاحية وهادئة ،الى ان كانت المواقف الاخيرة لأمين عام الحزب الذي طالب بعد تجربته مع اداء الرئيسين السابقين ميشال عون واميل لحود ،بمواصفات لا تتطابق الا على حليفه الوزير السابق سليمان فرنجية .

ولا يمكن عدم الربط بين مواقف نصرالله ،وبين اللقاء الذي عقد في قصر الاونيسكو بدعوة من السفير السعودي وليد البخاري ، وحمل مؤشرا واضحا بان ثمة فريق لبناني منتظم في تعاطيه مع الاستحقاق الرئاسي ويرفض اي تعديلات لاتفاق الطائف ومن بينهم حلفاء لنصرالله .
ثم ان المواقف السعودية بالتوازي مع اللقاءات الفرنسية-السعودية في باريس حملت رسالة واضحة ،بان الاهتمام السعودي في اعادة احياء الدولة ومؤسساتها من خلال انتخاب رئيس للجمهورية ،لا يشكل امتدادا للحالة السياسية التي شهدها عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ،اذ هو مطلب اساسي والا لن تعمد الرياض الى اية مساعدات باوجهها المتعددة ولو كانت ضئيلة ، فكانت عندها مواقف نصرالله لاستعادة المبادرة واستدراج القوى الخارجية لتفعيل الحوار الرئاسي معه ،سيما ان الانتخابات الاميركية النصفية انتهت وستعود بعد مدة حركة التفاوض الاميركي -الايراني الذي باتت الاوساط الغربية على قناعة ،بانها تدور في حلقة مفرغة ،لا سيما بعد انطلاق الاحتجاجات في ايران .
لكن في مقابل تحديد السيد نصرالله لخياره الرئاسي الاستراتيجي اذا ما كان يستطيع ان يترجم ذلك نيابيا ، وربما حمل محاولة في طياته لقطع الطريق الى قصر بعبدا على قائد الجيش اللبناني ،او مارس تجاه فرنجية مقولة “اللهم اني حاولت ” لإيصال فرنجية من خلال جملة مواقف وكذلك لقاءات مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ،الذي يتمسك بعدم دعم رئيس المردة ،فان مراقبون على صلة بحزب الله يعتبرون بان دعم حزب الله لفرنجية قرار استراتيجي غير قابل حاليا للمساومة …
وفي معطيات هؤلاء بان السيد نصرالله لم يمارس بعد” مونته ” القوية على باسيل ، الذي سيجد يومها بالتزامن مع تمنيات حليفه نصرالله ،ضغوطات بالتزامن مع ارباكات سيواجهها ،على غرار اثارة ملفات ذات طابع مالي تعنيه كما محيطين به ،اسوة بملف الصفقات المتعددة في وزارة الاتصالات زمن الوزير السابق نقولا صحناوي المدعى عليه من قبل القاضي اسعد بيرم ،كما ستخرج الى الواجهة ملفات اخرى تتضمن فسادا وصفقات ،بهدف دفعه للتسليم بطلب امين عام حزب الله الذي لم يحصل ان كان له طلبا ولم ينفذ ،الا اذا كان يطبق مقولة “اللهم انني حاولت مع باسيل” ..

بعد كلام نصرالله ومن بعده رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد الذي رفض الفراغ الرئاسي على غرار الحكومي ،غامزا من قناة حليفه باسيل الذي كان في عداد القوى التي عطلت تشكيل الحكومة مؤخرا ،والتي ستتبعهما مواقف وفق هذا المعيار من التعاطي مع الملف الرئاسي ، يقابله الحراك النيابي لقوى نيابية تدعم المرشح الرئاسي ميشال معوض ،وهو الامر الذي سيرفع من وتيرة الاستنفار السياسي – النيابي على ما ستظهره الايام المقبلة ..بانتظار تدخلات خارجية ..لانتاج تفاهم متكامل بين سائر القوى على مرحلة مقبلة للبلاد وتركيبته الحاكمة …وهو الواقع الذي يتلاقى مع مطالبة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ،لاعتباره بان هكذا رئيس للجمهورية يخرج البلاد من الفراغ ،دون اسقاطه المعايير الاخلاقية والوطنية المطلوبة لهكذا موقع ..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى