أبرز الأخبار

حسابات “القوات” الرئاسية اصطدمت بـ”حواصل” الشمال الثالثة؟

قبل بضعة أشهر من الانتخابات النيابية في منتصف أيار، ركّز حزب “القوات اللبنانية” على تقدمه الملموس على الأحزاب والتيارات الأخرى في نجاحه بتسجيل أكبر نسبة من الناخبين في بلاد الإغتراب (نحو 28 الف صوت في دائرة الشمال الثالثة)، وبذلك سيستطيع رفع عدد نوابه بسهولة ليصبح متصدراً الأحزاب المسيحية، وتحديداً “التيار الوطني الحر”، وبذلك يتاح له أن يقول انه الأقوى مسيحياً، وبالتالي المؤهل ليكون رئيسه سمير جعجع “المتقدم على الآخرين” في الوصول إلى قصر بعبدا عندما تنتهي ولاية الرئيس ميشال عون في الحادي والثلاثين من تشرين الأول المقبل، استناداً الى الصيغة التي تم اعتمادها سنة 2016 عندما اختير العماد عون ليكون المرشح الأول الى الرئاسة باعتبار حزبه الأول مسيحياً!

ولكن حساب حقل العام 2016 لم يأت ملائماً لبيدر الانتخابات الرئاسية عام 2022، فـ”التيار الوطني الحر” ما زال متقدماً، ولو بعدد قليل، عن حزب “القوات اللبنانية”، والأسباب تعود لمفصلين: إما سوء تقدير من جانب معراب لحركة الناخبين وتحديداً في الشمال، وإما قراءة جيدة لنوايا الذين كان يعوّل عليهم في رفد حزب “القوات” بمزيد من الأصوات، الا أن رياحاً معينة حالت دون ذلك أدت الى خسارة موقعها في عكار، وعدم القدرة على تحصيل حاصل رابع في دائرة الشمال الثالثة (أو دائرة الشمال المسيحي)، ناهيك عن الصدمة في خسارة أحد مقعدي قضاء بشري، مسقط رأس جعجع وزوجته النائب ستريدا طوق منذ العام 2005.

صحيح أن حزب “القوات اللبنانية” قد نجح في “شفط” المقعد الماروني في عاصمة الشمال نتيجة تحالفه مع الوزير السابق أشرف ريفي الذي استطاعت لائحته تأمين ثلاثة مقاعد في طرابلس، وذلك نتيجة إنكفاء تيار المستقبل عن خوض الانتخابات ترشيحاً وانتخابا وكذلك وقوف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “أكثر من متفرج” على ما يجري، ففشلت اللائحة التي قيل انه يدعمها من إيصال أي مرشح الى ساحة النجمة. ولكن حزب “القوات” لم يستطع تأمين 4 حواصل في دائرة الشمال الثالثة كما كان يخطط، وذلك نتيجة بضعة عوامل قرأها المتابعون وفق التالي:

* انه راهن على أصوات السنّة المقاطعين، وعندما لمس استحالة في الخرق، اضطر الى تحويل المال الانتخابي الذي كان متوفراً لديه بشكل لافت الى من يهمه أمرهم من خاصته، كما فعل آخرون أيضاً.

* حصول لائحة “شمال المواجهة” التي كان يتقدمها رئيس حركة “الاستقلال” ميشال معوض على الحصة الأكبر من الأصوات السنّة في قضاء الكورة، بتوجيه من أمين عام تيار “المستقبل” أحمد الحريري، وهذا ما ظهر جلياً على سبيل المثال في بلدة رأس نحاش قضاء البترون، حيث حصل المرشح مجد بطرس حرب على النسبة الأعلى من الأصوات (285 صوتاً فيما حلّت القوات خامساً بـ 59 صوتاً).

وفي مثال آخر ما حصل في بتوراتيج السنية أيضاً، في قضاء الكورة، حيث حل تيار “المردة” أولاً، و”شمال المواجهة” ثانياً، لينحدر ترتيب “القوات” الى الترتيب الخامس أيضاً، ولهذا وسواه جاءت نسبة الحاصل عند “شمال المواجهة” 1،86. في حين حل ترتيب “القوات” في الموقع الثالث بـ 3،29 حواصل. متأخراً عن لائحة “التيار الوطني الحر” التي سجلت 1،41 واستولت على المقعد الثاني في الكورة.

لعل ما تمت خسارته في انتخابات العام 2022 يتم استدراكه بعد اربع سنوات تمهيداً للانتخابات الرئاسية في العام 2028، فهل ستبدأ الدراسات في هذا الاتجاه؟

 

/ مرسال الترس /

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى