أبرز الأخبار

الحرب الأمنيّة بين حزب الله و”إسرائيل”… ماذا في التفاصيل؟

فيما يتجاذب الساحة اللبنانية عاملان متناقضان: الاول ميداني حيث تستمر المواجهات بين حزب الله والجيش الاسرائيلي وإن خفّت وتيرتها عسكريا في الساعات الماضية، لتتقدم امنيا، والثاني “دبلوماسي” حيث يتم في الكواليس التنسيق بين خماسية باريس، لبلورة اتفاقَين اثنين، “عسكري” هدفُه وقف التصعيد في الجنوب، و”سياسي” لإخراج الملف الرئاسي من دائرة الجمود التي تلفّه منذ أشهر، املا في فصل لبنان عن مسار ومصير غزة.

فاذا كان هم الاتصالات الدولية والاقليمية احياء القرار 1701، في ظل عدم رغبة طرفي الصراع في العودة اليه، فان الهموم اللبنانية في مكان آخر، في ظل الضربات المتتالية التي تتلقاها القيادة العسكرية لحزب الله، وسط عمليات الخرق الواضحة المحصورة حتى الساعة في الجبهة الجنوبية.

مصادر مطلعة تشير الى ان لعبة اسرائيل باتت مكشوفة، فهي تسعى جاهدة لكشف منظومات الاسلحة الجديدة التي امتلكها الحزب منذ ما بعد حرب الـ 2006، وهو امر لم تقع فيه المقاومة حتى الساعة، خصوصا على صعيد منظومة الدفاع الجوي، رغم ان العمليات التي تنفذها معتمدة على صواريخ الكورنيت “البعيدة المدى”، لا زالت تخبئ مفاجآت فيما خصها.

وتتابع المصادر ان سقوط العدد الكبير من القادة، مرده الى اسباب عديدة، ليس من السهل السيطرة عليها والغاء مفاعيلها، واهمها:

-مشاركة حزب الله في المعارك في سوريا، كشف العديد من قيادات الحزب الميدانية، فانفلاشه وانغماسه في الساحة السورية، وطبيعة المعارك التي خاضتها مجموعاته، اضطرته الى استخدام وحداته الخاصة وقياداتها.

-اثر دخوله الساحة السورية وابعد من ذلك تدخله الاقليمي سواء في العراق واليمن وسوريا، وكذلك تعاون في سوريا مع اجهزة المخابرات السورية والروسية، فضح الكثير من كوادره الاساسية، ما سهل عمليات الاختراق وتحديد بنك اهداف، اظهرت الحرب الحالية خطورته ودقته.

-تسرب الداتا اللبنانية ووصولها الى اسرائيل، المتعلقة بالبصمات والهواتف والصور، وهو ما سهل سرعة الاستهداف الاسرائيلي، في ظل قدرة الطائرات من دون طيار على حفظ الصور وارسالها وتحليلها في غضون دقائق قليلة، في ظل استعمال الذكاء الاصطناعي وبرامجه بطاقتها القصوى.

-الاختراق الامني للكثير من المنظمات الفلسطينية كما العراقية.

-الازمة الاقتصادية اللبنانية، التي جعلت امكانية تجنيد العملاء على نطاق واسع متاحة، باستخدام اعتمادات مالية ضئيلة، نتيجة الاوضاع المعيشية.

– انتشار اللاجئين السوريين بشكل كبير وانفلاشهم على كامل الرقعة الجغرافية، والتي شكلوا مصدر معلومات استخباراتية لا يستهان به، وهو ما كشفته التوقيفات التي جرت في الاسايع الاولى من انطلاق المعارك.

-لجوء اسرائيل الى استخدام اساليب استخباراتية جديدة، من خلال دس معلومات مغلوطة ومراقبة الشارع وتعامله معها، وهو ما سمح في كثير من المرات بتحديد عدد من القادة والتمكن من اغتيالهم.

-الدخول الاميركي والغربي المباشر على خط العمل الاستعلامي والمخابراتي وتزويد اسرائيل بها، خصوصا ان طائراتها من مختلف الانواع لا تفارق الاجواء اللبنانية وكذلك بوارج الحرب الالكترونية.

وتؤكد المعلومات في هذا السياق ان ثمة تنسيقا بين مجموعات عاملة على الارض من شبكات تجسس وسلاح الجو الاسرائيلي، رغم ان الترجيحات تدل على ان عملية اغتيال احد قادة الرضوان انما تم عن طريق زرع عبوة انزلتها طائرة من دون طيار فيما نفذت مسيرة اخرى العملية عبر تفجيرها لاسلكيا مع وصول الهدف الى النقطة المحددة.

وتتابع المصادر بان قيادة الحزب اوعزت الى المواطنين جنوبا الى عدم استخدام بعض انواع الآليات بعدما عمد الاسرائيليون الى استهدافها، باعتبارها تستخدم من قبل المقاومة وكوادرها.

ميشال نصر- الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى