بأقلامهم

شتان بين قصر الشعب والقصر الجمهوري ..

بقلم الراصد

بكامل حيرته وغضبه يقول الناشط العوني مذهولا في نهاية عهد انتظره بعد طول شقاء ونضال : كنا نفترش الأرض على تلال القصر دفاعا عن جنرال قرر تحرير لبنان و استعادة الجمهورية .. الفرق كبير بين القصرين و الفرق الشاسع بين جنرالين واحد صمد في قصر الشعب اتعب فيه الاخضر الإبراهيمي مندوب العرب الذي حضر، طالبا ، راجيا ان يوقع له عون ورقة التسوية .. خرج الإبراهيمي الديبلوماسي المتمرس يتصبب عرقا : كيف لي أن اقنعه .. استبقاني على طاولة الطعام .. طبقه اليومي الرئيسي كان المجدرة .. كيف لي أن اقنعه بالجزرة واغراءاتها من كان غداؤه المجدرة او اهدده بالعصا وهو الذي تجرأ و اطلق مدافعه على الجيش السوري .. .. هذه الحسرة أسر بها الإبراهيمي لمرافقه الذي نقله إلى السمرلند ومنه إلى المطار مغادرا يائسا تاركا جنرالا عنيدا .. ناسك قصر الشعب في الامس عاش التقشف مع انصاره هو غيره اليوم في قصر بعبدا مع وجوه مستشاريه الباردة والمنتفخة ..اليوم يأتي وزير خارجية الكويت فارضا شروطه يرمي ورقته على الطاولة وينسحب تاركا الرئيس الحالي -الجنرال سابقا مدهوشا عالقا بين الجواب والحياد والمحور الذي ادخل نفسه فيه ..
وبكثير من اللوم والعتب يضيف ذلك الناشط العوني ليته بقي في الرابية زعيما يزار ولا يزور .. يعارض ولا يساوم .. او لاجئا ننتظر عودته مع توقيعه رافضا خزعبلاتهم فيما هو ذاته اليوم رئيس بلا توقيع وبلاحول له ولا قوة .. ليته وليته .
صدقنا ساكن بعبدا انه يريد الجمهورية في إحدى أمسيات قصر الشعب الهادرة : انا لا اريد رئاسة الجمهورية انا اريد الجمهورية .. كلام الليل عشية ١٣ تشرين يمحوه الصباح عندما يصدح البرظان في قصر بعبدا يستيقظ الرئيس .. يفرك عينيه ليتأكد انه لا يزال في سدته .. خيار واحلام ذهبوا معه إلى المنفى الباريسي عاد الرئيس وبقيت الأحلام والخيارات والتحرير هناك في المنفى .. العونية يتيمة لا اب لها سوى التيار غير الشقيق وورثة يلهثون قبل فوات الأوان .. لم يبق سوى شبح يتمشى في قصره ينتظر الانتصار اي انتصار يعيده إلى سابق صخبه لكن هيهات منه ذلك الانتصار فيما التسويات تزنره في داخل قصره .. هولكشتاين الأميركي تركه بين الذلة والذلة :التوقيع او العقوبات . ففي الأولى يكب جنرال التحرير غازنا في البحر واما في الثانية واشنطن لا تمزح في قطع الهواء عن حبل الوريد عن الذي تتلمذ .. ورث .. وتربع في حضن الجنرال .. الجميع في الداخل غرقوا في الحيص بيص وحده المستشار الجريصاتي الوديعة المتنقل من عهد إلى عهد حاملا بندقية المقاوم يعاونه الوزير والنائب صديق الاميركان” الصعب ” صاحب الرزق الخليجي .. وحده او هما سحبا ارنبا من ارانب الادراج الكثيرة من الصنف النادر لا تموت معه العلاقة مع المقاومة وحلفائها ويريح الأميركي في مسعاه الاسرائلي على شواطئنا .. والمستشار الحربوق هو نفسه من اطلق سراح الفاخوري بطائرة اميركية من عوكر إلى المطار مرورا بسماء الضاحية دون أن يعكر صفو العلاقات بين مثلث الأضلاع أميركا الممانعة والرئيس التائه بين الأحلام الماضية والتسويات الحالية الهابطة عليه من كل حدب وصوب .. وعلى أنغام هاو النا يا جنوب صدحت جوليا في عشاء “المسامح كريم ” .. عفو أميركي عن عقوبات فرضت سابقا عن الابن المدلل ..وسرى الغاز بالمشيئة الاميركية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى