بأقلامهم

ميشال جبور- إسمع تفرح… وإسمع مرة أخرى… تحزن

ميشال جبور كاتب ومحلل سياسي

كم من مرة تأبط النائب حسن فضل الله ملفات الفساد ودعا إلى محاربة الفساد وإعادة الأموال المنهوبة فكنا فعلاً نفرح لما فيه من مصلحة للبلد وللشعب وربما كنا على يقين أن نائب من عياره إنما ينطق من كنف حزب الله. النائب فضل الله أطلق العنان آنذاك لكل طاقاته وسحب الملفات ولوّح بها في وجه الكل.

غير أن عضو المكتب السياسي في حزب الله غالب أبو زينب طالعنا منذ فترة وجيزة بتسوية على قاعدة “عفا الله عما سلف” وهو بصريح العبارة ودون قول فعل ندامة أعطى السماح لكل من سرق ونهب الخزينة ووفر لها الغطاء المناسب كي يتنصلوا من سرقاتهم.

الكلام فعلاً خطير، ولكننا نعلم جميعاً من هم أفراد منظومة نهب الخزينة والمال العام، لكن الأخطر هو أن يقول لهم “روقوا شوي عا وضعكم وما بقا تسرقوا بالمرحلة الجاي” إذ أنه اعتراف صارخ بتواطؤ الجميع وإعتراف ضمني بأن حزب الله عليم بما يجري وإن لم يكن يوفر لهم الغطاء فهو ساكت عما هو ضليع به بعد أن أتحفتنا كوادره بمحاربة الفساد ووقف النهب والسرقة.

فكيف يمكن لحزب هو نصير الشعب أن يقبل بغض النظر عن سرقة وطن بشعبه ومقدراته فالسيد حسن نصر الله قد ساوى بين مكافحة الفساد ومقاومة العدو الصهيوني أما ما نسمعه اليوم من بعض قيادييه تُرسم عليه الكثير من علامات الإستفهام والتعجب ومطبوع بالتناقض فهل يُعقل أن ثمن بقاء المقاومة ضد إسرائيل يعادل القبول بالفساد والمفسدين؟

وكيف للحزب أميناً عاماً وقياديين وفكر ونهج أن يرضى بتطيير التدقيق الجنائي والتحقيقات، كيف له أن يرضى بفقدان هويته الشعبية وأن يرتضي بسارقين حلفاء له وحتى مناوئين جعلوا منه شماعة لنهبهم ونهجهم في السطو على وطن؟

فعلاً اسمع حسن فضل الله تفرح واسمع غالب أبو زينب… تحزن على ضياع وطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى