“عمليات احتيال” داخل مختبر مشهور في المتن
يبدو أنه متى ضربت “سوسة” الانحطاط والفساد في دولة ما، لا توفّر قطاعاً أو مرفقاً. فقد علم موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن زوجين توجّها إلى مختبر معروف ومشهور جداً في منطقة المتن لإجراء بعض الفحوص الطبية. دخل الزوجان إلى الـ”مختبر” وقدّما إلى العاملة تقرير الطبيب لإجراء فحوص للدم، مشيرين إلى أن لديهما بوليصة تأمين تغطي إجراء الفحوص المخبرية الخارجية، عارضين “كارت الأسورانس” عليها لتطّلع على مختلف المعطيات المطلوبة حول ملفّ التأمين الخاص بهما لدى شركة التأمين.
أجابت العاملة في الـ”مختبر” بأن “كارت التأمين” غير ضروري، يمكننا من الإسم معرفة ما يغطّيه من فحوص مخبرية وما لا يغطّيه بموجب اتفاق وطريقة نعتمدها مع شركة التأمين. بعد دقائق عادت العاملة في الـ”مختبر” لتبلغ الزوجين أن الفحوص المخبرية التي يطلبان إجراءها لا تغطيها شركة التأمين، مشيرة إلى أنها فحوص كبيرة وصعبة ومكلفة وليست من النوع العادي، وموضحة أن شركة التأمين لا تغطي سوى 3 فحوص من أصل 13 فحصاً مخبرياً يريد الزوجان إجراءها، فيما باقي الفحوص عليهما أن يتحمّلا كلفتهما شخصياً وتبلغ كلفتها نحو 1000 دولار أميركي.
بطبيعة الحال، فضَّل الزوجان عدم إجراء الفحوص لعدم توفّر هذا المبلغ الكبير بحوزتهما، مستغربين أنه إذا كان لديهما تأمين يغطي الفحوص المخبرية وعليهما دفع مبلغ بهذه القيمة، فكيف الحال لو لم يكن لديهما تأمين أساساً؟ ثم غادرا الـ”مختبر” للبحث عن آخر نتيجة طرحهما علامة استفهام كبيرة
توجّه الزوجان إلى مستشفى جامعي معروف جداً في لبنان. فور وصولهما عرضا المسألة فأخذ الموظف المناوب “كارت الأسورانس” منهما وتواصل مع شركة التأمين المعنية التي أبلغته أن كل الفحوص التي يطلب الزوجان إجراءها تغطّيها شركة التأمين 100%، باستثناء فحص واحد لا تغطّيه أي شركة تأمين في لبنان وكلفته للزوجين معاً 200 دولار فقط.
هذا الأمر يطرح علامات استفهام كثيرة حول طريقة تسعير الفحوص المخبرية في مختلف المختبرات في لبنان. فكيف يمكن لمختبر مشهور ومعروف أن يقوم بشكل أو بآخر بعملية احتيال من هذا النوع ولا يتصل بشركة التأمين ويطلب اعتباطياً نحو 1000 دولار لإجراء فحوص مخبرية معينة بحجة أن شركة التأمين لا تغطّيها، فيما مختبر آخر جامعي معروف ومشهور جداً يجري الفحوص ذاتها ويقول إن شركة التأمين نفسها تغطيها ويطلب 200 دولار فقط كلفة إجراء فحص واحد لا تشمله التغطية؟ فهل كان هدف الـ”مختبر” “المحتال” أن يحصل على الأموال من شركة التأمين ومن الزوجين في الوقت ذاته؟
