أخبار محلية

ما قصة صداقة جعجع وإسرائيل

في وقت يستثمر حزب الله إلى أقصى درجة في طائرته المسيّرة “حسان” التي جالت نحو 40 دقيقة في سماء فلسطين المحتلة لرفع معنويات بيئته الحاضنة، فقد بدأ يضرب على وتر خصومه وخصوصاً القوات اللبنانية من خلال قوله إن “إسرائيل تتكل على أصدقاء لها في لبنان تحنّ إليهم كثيراً” وهو ما جاء في مقدمة نشرة أخبار قناة “المنار” التي أعدّت تقريراً خاصاً بناء على ما أورده المحلل السياسي في القناة الثانية عشرة العبرية ايهود يعاري، وفيه “أن الأمريكيين والخليجيين وأيضاً الفرنسيين قادرون على التأثير ضد حزب الله في الانتخابات بقليل من المال وتقديم المساعدة المهنية لهم في الحملات الانتخابية وتوجيهها ضد الحزب”. ولفت التقرير إلى “أن الأخطر في ما قاله المحلل الصهيوني أن كيانه وحلفاءه يعملون على زيادة عدد نواب القوات اللبنانية التي يقودها صديقهم في حرب لبنان الأولى سمير جعجع”، ليخلص التقرير للقول “إذن، إسرائيل تتكل على أصدقاء لها في لبنان تحنّ إليهم كثيراً، ومنهم من بات يترجم هذا الحنين المطعّم باللؤم عمالة مفضوحة في الإعلام والسياسة، ومنهم أيضاً من يتقاضى الأموال على كل كلمة ومقال ومقابلة يجريها ضد المقاومة في لبنان وليس أكبرهم العميل الموقوف محمد شعيب الذي اعترف بتفاصيل تجنيده وغايات تشغيله”.

وقد سارع مسؤولون في التيار الوطني الحر إلى البناء على كلام المحلل الإسرائيلي وفي طليعتهم نائبة جبران باسيل مي خريش التي كتبت على “تويتر” ما يلي: “وسائل إعلام إسرائيلية: مقاعد التيار قد تنتقل في أغلبها إلى حزب سمير جعجع صديقنا في حرب لبنان الأولى”، وأضافت “ناطرين النفي… وإلا بيكون بعدو صديق”.

 

وقد ردّ ناشطون قواتيون على تقرير “المنار”، فلفت بعضهم إلى أن “جعجع في عام 1982 كان ما يزال مسؤولاً عسكرياً في شمال لبنان ولم تكن له بعد مسؤولية قيادية في القوات”، وأضافوا في تعليق على خريش: “بيسلّم عليك فايز كرم (قيادي في التيار العوني سبق أن اتهم بالتعامل مع إسرائيل)، وجبران باسيل بيقلّك ما عندو مشكلة إيديولوجية مع إسرائيل، والجنرال عطاهن البحر بوقت يلّي المتهمين بالعمالة من بشير لسمير ما عطوهن شبر لا أرض ولا جو ولا بحر… ناطرين النفي وإلا بتكونوا بعدكم أصدقاء”.

من جهته، رأى الكاتب السياسي القريب من قوى 14 آذار/مارس الياس الزغبي “أن إسرائيل سارعت مرةً جديدة إلى تقديم الإسناد المعنوي والإعلامي، على الأقل، لحماة جولانها الثاني الهادئ في جنوب لبنان، في صفقة مقايضة مكشوفة بين ترسيم الحدود البحرية مقابل التعويم الشعبي لـ”حزب اللّه” وحلفائه قبل الانتخابات”. ولاحظ أنه “لم يكد رئيس الجمهورية ميشال عون و”تيّاره” يعلنان التخلّي عن الخط المائي ٢٩ في المفاوضات، ويلتزم “الحزب” صمتاً فاضحاً كدليل أكيد على موافقته ورضاه، حتّى تمّ الإيعاز إلى وسيلة إعلامية إسرائيلية من الدرجة الثالثة للحديث عن تمنّي خسارة “التيّار العوني” وحليفه في جزين وسواها من الدوائر الانتخابية أمام “أصدقاء” إسرائيل (القوات اللبنانية وحلفائها)! وهذا التسريب المقصود بات مكشوفاً لدرجة أن الدائرين في فلك “حزب اللّه وتيّاره” سارعوا إلى الاستثمار فيه عبر الشاشات ووسائل التواصل، وكأنّه حقيقة مثبتة يجب استخدامها لاستنهاض الشعبويات المتهالكة”. وأضاف الزغبي “وكانت اللعبة الهوائية المتبادلة بين مسيّرات “الحزب” وتحليق الطائرات الإسرائيلية فوق سطوح الضاحية قد أدّت وظيفة الاستثمار نفسه لإعادة شدّ العصب المتراخي في بيئة “الممانعة”.

وكان ناشطون استغربوا تخوين مجموعات سيادية اعتماداً على مقال لصحافي إسرائيلي، ورأوا أنه “إذا كانت التقارير الإسرائيلية مرجعية تصح لتخوين مجموعات الثورة واتهام “جعجع بعلاقة متجذرة مع إسرائيل”، فهناك الكثير من التقارير الإسرائيلية التي تشيد بحزب الله ونصر الله، وآخرها تقرير نُشر الأسبوع الماضي عن مسؤول استخباراتي إسرائيلي كبير قال فيه: “حصلنا على تنازل من قبل حزب الله عن الخط ٢٩، وربحت إسرائيل ثروة كبيرة، علينا أن نتوقع في المرحلة المقبلة تصعيداً من قبل حزب الله للتغطية على ذلك، علينا أن نتفهمه ولا نأخذه على محمل الجد، فهذا التصعيد هو للاستهلاك الداخلي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى