أخبار دولية

دول عربية تحذر عناصر المقاومة من موجة اغتيالات مقبلة

معتز خليل

حذرت العديد من الدول العربية فصائل المقاومة الفلسطينية، من تنفيذ إسرائيل “في أي لحظة قادمة” عمليات اغتيال كبيرة وواسعة لأبرز القادة الفلسطينيين، قد تتسبب في قلب المنطقة والدخول بجولة تصعيد جديدة.
وأكدت مصادر فلسطينية أن بعض الدول العربية نقلت للفصائل الفلسطينية هذا التحذير الساخن، وأكدت وجود نية إسرائيلية لتنفيذ عمليات اغتيال قريبة وقد تكون لشخصيات ذات وزن ثقيل من داخل قطاع غزة وخارجه.
وأوضحت المصادر أن الدول العربية (لم تسمها) أبلغت كذلك الفصائل الفلسطينية أن حجم عمليات الاغتيال لا يمكن لأحد أن يتوقعه، لكنها أوضحت أن الحكومة الإسرائيلية ستسعى لتنفيذ هذه الورقة للهروب من الأزمات الداخلية التي تضربها من كل جانب، ومحاولة إظهار نتنياهو أنه الرجل الأقوى والذي لا يزال مُسيطرًا على الوضع رغم ما يجري من عمليات نوعية للمقاومة الفلسطينية في الضفة خلال الأيام الماضية، هزت الحكومة وجيشها.
وذكرت أن المقاومة الفلسطينية أخذت هذه التحذيرات على محمل الجد، وقد أصدرت تعليمات لجميع المقاومين في الداخل والخارج بأخذ أقسى درجات الحيطة والحذر، فيما أبلغت الوسطاء بأن أي عملية اغتيال جديدة قد تشعل حربًا وجولة تصعيد كبيرة.
ورفعت الفصائل الفلسطينية مستوى التأهب في قطاع غزة ولبنان، خشية من أي عملية اغتيال إسرائيلية، في ضوء التهديدات التي أطلقها مسؤولون في الجيش والحكومة الإسرائيلية، وفقًا لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.
وتأخذ الفصائل الفلسطينية التهديدات الأخيرة التي أطلقها مسؤولون إسرائيليون “على محمل الجد”، حيث قامت الفصائل في غزة بإخلاء مواقعها الرئيسية، في ظل التواجد المكثف لطائرات الاستطلاع في سماء غزة.
ويوم الثلاثاء، عقد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي اجتماعًا كان من المقرر عقده في أوائل سبتمبر، ولكن تم تأجيله إلى يوم الثلاثاء، بعد العمليات الفلسطينية في حوارة والخليل.
وبعد اجتماع مجلس الوزراء، ذكر مكتب رئيس الوزراء أن مجلس الوزراء “اتخذ سلسلة من القرارات لمهاجمة الفلسطينيين ومن يرسلونهم، وفوض رئيس الوزراء ووزير الجيش بالتصرف في هذا الشأن”.
وقالت قناة إسرائيلية إن وزير جيش الاحتلال “يؤاف غالانت” يسعى لتحصيل الثمن من حركة “حماس”، وتابعت “يسعى غالانت إلى تحصيل ثمن من حماس التي تغمر الضفة بالسلاح، يتعلق الأمر بشكل أساسي بمقر حماس الموجود في لبنان، وهو الذي يوجّه الخلايا في الضفة”، حسب قولها.
وتابعت القناة “13” الإسرائيلية: “في إسرائيل يبحثون عن طريقة لتدفيعهم الثمن، وإذا حدث ذلك، هناك تخوف من رد فعل من قطاع غزة أو حتى من لبنان”.
وبحسب وسائل إعلام فإنه على الرغم من تلميحات بعض الكتّاب والمحلّلين الإسرائيليين إلى أن الاغتيالات المتوقّعة قد تطال قيادات كبيرة، إلّا أن جيش الاحتلال قد يذهب إلى خيار تصفية قيادات وسطى أو عناصر، وهو ما سيؤدي إلى تصعيد يستمرّ ليوم أو يومين.
من جانبه أكد وليد القططي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن الحركة تتعامل بجدية كاملة مع تهديدات إسرائيل المتكررة، مشدداً على أن كل السيناريوهات واردة ومحتملة، محذرًا المقاومة من تكرار سيناريوهات الاغتيال السابقة، لافتاً إلى أن كل ما يجري هو مُعالجات تكتيكية أزمات الاحتلال.
وشدد القططي، في تصريحات لإذاعة محلية، على أن عمليات الاعتقال والقمع والقتل والاقتحامات والاستيطان هي محاولات يائسة من الاحتلال لإخماد المقاومة وايقاف حركة الشعب الفلسطيني النضالية التي بدأت تتصاعد بعدما فقد الاحتلال توزانه واتزانه.
وأشار إلى أنه منذ بداية الكيان الصهيوني، يقوم بالقتل والاعتقال وتدمير البيوت والاقتحامات، أساليب مجربة ولم تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة نضاله، وهي اشارة أن الكيان يتعمق مأزقه السياسي والأمني والوجودي.
وتابع “نتعامل بجدية كامل مع تهديدات العدو كل السيناريوهات واردة ومحتملة ومجربة جميعها، وينبغي الحذر من تكرار سيناريوهات الاغتيال داخل فلسطين وخارجها”، مؤكدًا أن السيناريوهات معالجات تكتيكية لحل أزمات الاحتلال، لكنها لن تغير قناعة الشعب الفلسطيني أن المقاومة هي طريق التحرير والعودة والاستقلال، رغم خطورة السيناريوهات وأنها تسبب ضرر كبير وتؤثر على المعنويات ولكن على المستوى الاستراتيجي لا تُغير طبيعة الصراع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى