أبرز الأخبار

عودة الحريري.. آمال مستقبلية تُسقّط على تسوية إقليمية شاملة

ما إن أُعلن عن عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت في الذكرى التاسعة عشرة لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، لزيارة ضريحه وتلاوة الفاتحة عن روحه وروح رفاقه، حتى دبّت الحماسة في نفوس أنصار تيار المستقبل الذين ألزمهم اعتكاف قائدهم على الصمت في زمن الضوضاء السياسية والفلتان الدستوري. بدأوا فرش طريق عودته بورد الآمال والطموحات التي تعيده إلى المشهد اللبناني من بوابة ما تشهده المنطقة من حروب كبيرة وصغيرة ومترامية الأطراف، علّ ما يُحكى عن تسوية إقليمية شاملة تعيده إلى رأس السلطة الثالثة في لبنان بعد انتخاب رئيس للجمهورية، فينتظم الهيكل الدستوري الداخلي وتنتظم معه شؤون بلد يعيش السقوط الحر على كل المستويات.

الدعوات أُطلقت من منسقي المناطق في تيار المستقبل لتأمين استقبال حاشد للرئيس المغيّب، طوعاً أو قسراً، عن الساحة السياسية منذ قرابة العامين، ومع الدعوات هذه بدأت صوره ترتفع في شوارع العاصمة كما كانت في السابق، فالرعية التي تشتّت بفعل الانكفاء، لم تجد بغيابه راعياً يتولى القيادة كما يجيب، فكنا أمام رعاة كثر فرضتهم الظروف وتوزعوا على هذا الفريق أو ذاك في حين أن بعض الوجوه الجديدة لم يخفِ انتماءه إلى عباءة المستقبل.

بالطبع كلام رئيس المجلس لم يأتِ من عدم، فالرئيس بري قارئ سياسي من الطراز الأول، وهو يصغي ويحلل ويربط الأمور وخلص إلى استذكار نتائج الانتخابات الأخيرة مذكراً القاصي والداني بشعبية الحريري الإبن والرئيس.

إقامة الحريري في بيت الوسط ستكون لأربعة أيام تقريباً بحسب مصادر بارزة في تيار المستقبل تحدثت لـ “ليبانون فايلز” وقالت: “لا نعلم بعد كم سيطيل الإقامة بالتحديد” على الرغم من التعميم أن أبواب بيت الوسط ستكون مفتوحة للاستقبالات الشعبية والسياسية وقد حجزت بعض الأحزاب والشخصيات مواعيد للقاء. المصدر عينه يضيف “لا علم لنا بأي معطيات مستجدة حول العودة إلى العمل السياسي، لكن جمهور الرئيس الحريري المنتمي إلى كل الطوائف زاد بنسبة كبيرة بعد تعليقه عمله لمدة عامين، لا سيما أن هذا القرار أحدث فراغاً كبيراً على الساحتين السنيّة والوطنية، فلبنان بلد التوازنات وكتلة المستقبل كانت تضم الغالبية السنية مع عدد من ممثلي الطوائف الأخرى كالمسيحية والأرمن، وفي العام 2018 كانت الكتلة من ثمانية عشر نائباً سنيّاً إلى جانب عدد من النواب المسيحيين، وقد كان الرئيس الحريري حريصاً على ضمّ معظم الطوائف إلى كتلته، أما الانتخابات الأخيرة فأفرزت نواباً سنّة منفردين وليس كتلة واسعة، عملوا على التجمّع بكتل صغيرة لا تتخطى ثلاثة أو أربعة نواب، ما يحرمهم القدرة على تشكيل الضغط المطلوب عند كل مفصل”.

ويعتبر المصدر أن غياب الرئيس الحريري أضعف موقع الطائفة السنية في النظام اللبناني، من هنا يحشد أبناء الطائفة لملاقاته يوم الرابع عشر من شباط ليقولوا له “ارجع لتعيد التوازن الوطني وتعيد طائفة تمثل ثلث الشعب اللبناني إلى المشاركة في القرار السياسي والوطني والمصيري لتنتظم الأمور”.

ويجهل المصدر ما إذا كانت لدى زعيم تيار المستقبل معطيات تعيده إلى لبنان للعب دوره المحوري، جازماً بأن أحداً لا علم له بما إذا كان سيمكث في بيروت لأكثر من أربعة أيام”.

ولكن هل يكفي أن يطالبه جمهوره وناسه بالبقاء ليبقى أم يجب أن يكون هناك ضوء أخضر سعودي للبقاء؟ يجيب المصدر “ليبقى الرئيس الحريري يجب أن نكون أمام باكيدج كامل من رئاسة الجمهورية إلى رئاسة الحكومة فالتعيينات وأموال المودعين”. ويضيف “هناك كلام عن تسوية في المنطقة من المفترض أن يمثل السنّة فيها الرئيس الحريري، مبدياً اعتقاده بعدم وجود فيتو من جانب المملكة العربية السعودية على الرئيس الحريري”.

وبين ما يتمناه جمهور المستقبل والطائفة السنية، وما ينوي الحريري القيام به مسافة أيام قليلة، واستقطاب سياسي لقوى المعارضة، وقدرة على الحشد تعيد فرض الزعيم لاعباً أساسياً على الساحة اللبنانية في زمن الفوضى والانهيار.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى