أبرز الأخبار

هكذا يبرّر نصرالله حادثة الكحالة.. هل تقوى الدولة على الدويلة؟

زينة عبود/ ليبانون فايلز

ما حصل في الكحالة حادث صدفة كشف هشاشة الأمن القومي واحتقان النفوس واللاثقة بين المواطنين فأطلّت الحرب الأهلية برأسها بلحظة كادت تشتعل فيها البلاد في أخطر مرحلة يمرّ بها لبنان في ظل فراغ رئاسي وحكومة تصريف أعمال وجيش منهك بدا جليّا أنه غير قادر على الضرب بيد من حديد في مواجهة حزب الله، وجلّ ما قام به نقل شاحنة الأسلحة الى مكان آمن بقي مجهولا في التصريحات لكن المعلوم أن الحزب سيستردّ شاحنته ليعيد نقلها بعد أن يهدأ التوتّر المستجدّ.

في قانون الأسلحة والذخائر، يُمنع استقدام أي أسلحة أو ذخائر من الخارج إلا لصالح الجيش والأجهزة الأمنية الشرعية وهو ما لا ينطبق على شحنة الكحالة التي يُفترض على الدولة، إذا ما وُجدت، ان تقوم بضبطها فعلا لا قولاً وتصادر حمولتها كما ان يمثل القيّمون على الشحنة وهو حزب الله في هذه الحالة، أمام المحاكمة الجمركية.

يضاف الى ذلك ان الشاحنة كانت في طريقها من البقاع باتجاه بيروت ما يعني أنها ستسلك طرقات مأهولة ومكتظّة بالسكان والسيارات وهو ما يعرّض المواطنين الى خطر كبير إذا ما تعرّضت الشاحنة المحمّلة بالذخائر لأي حادث قد يسبّب بانفجارها.

العين اليوم مفتوحة وبقوّة على تحركات حزب الله بعد حادثة عين ابل وكذلك اشتباكات عين الحلوة التي حُكي عن دور للحزب فيها، بانتظار ما ستحمله إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الاثنين المقبل من تبريرات لما حصل ويتوقع أن يتعامل مع الموضوع انطلاقا من

ان الحزب لا يخفي تسلّحه والجميع في الداخل والخارج يعلم أنه يقوم بنقل أسلحته الى مستودعاته الخاصة لغرض مواجهة العدو الإسرائيلي.

وكان لافتا في هذا السياق موقف رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك الذي قال ان ما من عاقل يتخلى عن قوته وقدراته التي هي ضمان بقائه وسيادته، معتبرا ان ما حدث في الكحالة لا تفسير وطني يبرره إلا الأحقاد والضغائن.

نعم، الكلّ يدرك أن الحزب يسرح ويمرح في الوطن كما يحلو له لكن عندما تتجاوز الأمور حدودها وتنبئ بفتنة وحرب أهلية يصبح من الملحّ جدا وضع خطة وطنية تعالج الأمن القومي في البلد، وهذه الخطة من مسؤولية الحكومة المستقبلية الواجب عليها الارتكاز الى مندرجات الدستور اللبناني والقدرات الاقتصادية والجيوسياسية لتمكين الجيش اللبناني من صنع استراتيجية دفاعية تقوم على حصر الأسلحة بالمؤسسة العسكرية فقط، بمعنى أوضح نزع كل سلاح غير شرعي على كامل الأراضي اللبنانية وأوّله سلاح حزب الله لبدء مسيرة قيام الدولة الفعلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى