أبرز الأخبار

باسيل يطوي صفحة أزعور الرئاسية … وجعجع يكاد يستمر بدعمه

“ليبانون ديبايت” – عبدالله قمح

تستمر الاجتماعات بين “التيار الوطني الحر” وقوى “التقاطع” حول إسم جهاد أزعور ومن جهة ثانية بينه وبين وحزب الله. عملياً، يضع رئيس “التيار” جبران باسيل قدم هُنا وأخرى هُناك، ويقوم بتحريكهما كلما دعت الحاجة، ولن يكون خاسراً بالمطلق طالما أنه حجزَ لنفسه موقعاً لدى الطرفين.

آخر إجتماع عقد بين قوى التقاطع و”التيار” كان يوم الثلاثاء الماضي، وأثار السؤال التالي: “ما الداعي إلى هذه الاجتماعات طالما أن كل فريق غارق في البحث عن مصالحه؟”.

في المقابل، يمضي “التيار” في المباحثات مع حزب الله والتي إختار لها أن تكون جلسات عامة مفتوحة على أكثر من بند. ما تحقق منها لغاية الآن، “هدنة” على وسائل التواصل وعلى المنابر بقيت بعيدة عن متناول المجالس، وأسست للقاءات دورية بين الجانبين تُعقد بناءً على مواعيد مسبقة غير اسبوعية، فيما تطورها يبقى مرهوناً بما سيقدمه “التيار” من “ورقة مكتوبة” حول المواضيع التي يطرحها من اللامركزية الإدارية إلى الصندوق السيادي.

إذاً، ما يبتغيه “التيار” عبارة عن إجراء مفاوضات على أكثر من جبهة ولأطول فترة ممكنة. وحزب الله لا يجد حرجاً في ذلك، ولا شيء ليخسره ما دام يعتبر أنه يدعم أحد أكثر المرشحين ثباتاً. ويعد حزب الله و”التيار” الفريقين الوحيدين اللذين يخوضين نقاشاً جدياً بمعزل عن النتائج، فيما الآخرون يراوحون مكانهم.

خلال جلسة الثلاثاء الماضي بين قوى “التقاطع”، أعاد جميع الحاضرين تجديد دعمهم للمرشح جهاد أزعور. ويبدو الدعم صورياً وبات تقليدياً متى أنه لم يعد يرتبط بإجراءات عملانية أو ينخرط بمثلها. فقوى “التقاطع” بجميع أركانها إستبدلت فكرة الضغط المستمر والمتصاعد لخدمة الدعوة إلى جلسة إنتخابات رئاسية جديدة، بإنتظار نتائج حراك المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان. ويعد هذا تحولاً أو هروباً إلى الأمام، وينم عن قراءة مستجدة ومختلفة، تعتبر أن الزخم الذي ترافقَ مع إعلان ترشيح جهاد أزعور قبل نحو الشهرين، إضمحل أو لم يعد بالقوة ذاتها، والتحولات الحاصلة أثرت عليه سلباً إلى جانب موقف أزعور البعيد كلياً عن أي حراك داخلي ذات مغزى سياسي. والآن لا ضمانة لجمع 59 صوتاً، إنما حلت محلها خشية من هبوط الرقم وملامسته عدد الاصوات التي سينالها سليمان فرنجية وربما أسوأ.

هذا الواقع يستبطن خشية من نتائج أي جلسة محتملة، وما يزيده، إنعدام الثقة بموقف “التيار” أثناء الجلسة، وهو ما يدفع بقوى داخل التقاطع للمطالبة مثلاً بـ”نيل ضمانات” مكتوبة. صحيح أن “المتقاطعين” يقولون أن “التيار” وعدهم أنه سيمنح أصواته لأزعور في أي جلسة في حال جرت الدعوة إليها من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، لكن من يضمن حصول دعوة في ظل غياب الدفع والدافع القوي لها خارجياً وداخلياً؟

هذا الجو يقود الجميع تقريباً بمن فيهم “التيار” وبمعزل عن حزب الله، إلى خطة “باء”. وهنا يتردّد أن جبران باسيل قال في إجتماع شبه رسمي عُقد مؤخراً لقيادات في تيّاره، إن صفحة “جهاد أزعور طويت أو أصبحت وراءنا”، لكنه فضّل ألا يُبادر إلى أي إعلان عن ذلك. ودعا الحاضرين إلى عدم تخطيهم المواقف الداعمة لازعور، وليتولى غيرنا إعلان الخروج منه.

هذا الموقف قد يجد تفسيراً من خلال رصد حركة “التيار” السياسية مؤخراً. فلا مواقف أو أفعال واضحة وداعمة لأزعور، إنما تتفرغ ميرنا الشالوحي للحوار مع حزب الله.

على مقلب “القوات اللبنانية” بصفتها أحد أبرز المتقاطعين حول أزعور، تبدو جبهتها هادئة في إنتظار النتائج التي ستترتب عن قرارات آخر لقاء عقد لـ “الخماسي الدولي”، ويتوقع أن تبدأ بالظهور بدءًا من الشهر المقبل. لغاية الآن، تستمر “القوات” في سياسية دعم أزعور، لكنها تشبه “التيار” في سياستها. إذ لا يترافق حراكها مع أي دعم سياسي أو ميداني واضح إنما تكتفي بذكر مواقف متباعدة، وتفضل أن يتحمل غيرها مسؤولية إسقاط التقاطع حول أزعور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى