أخبار محلية

شعب لبناني فاسد “يبكي” صباحاً وينصرف الى الملاهي والمراقص ليلاً…

يسقط المنظّرون بشأن المستقبل الأفضل للبنان بخطأ رئيسي، سواء كان مقصوداً أو لا.

فمعظم هؤلاء ينطلقون من قاعدة أن هناك “منظومة فاسدة”، حكمت لبنان على مدى سنوات وعقود، ويجب إبعادها عن الحكم كبداية “صحيّة” لحياة لبنانية جديدة.

هذا صحيح، ونحن لا ننكره. ولكن ما يجب الاعتراف به أيضاً، هو أن لا مجال لحياة جديدة وسليمة في لبنان، لأن الشعب اللبناني هو الفاسد الأكبر في الأساس، ومن حيث المبدأ. وما الحاكم والمنظومة الفاسدة في البلد، سوى نتيجة طبيعية للفساد “المعشَّش” في مفاصل شعبه.

وفي تلك الحالة، لا مجال للتحلّي بالأمل، ولا لانتظار شيء إيجابي، ولا لبناء دولة في لبنان. فالأزمة ليست أزمة نظام، ولا أزمة حكم، ولا هي حقبة فساد، بل هي أزمة شعب فاسد. وكما أن “لبنان الكبير” فشل، ولبنان الاستقلال فشل، ولبنان الاحتلالات فشل، ولبنان الحرية والسيادة والاستقلال فشل، فإن لبنان “التّقسيم” بذاته سيفشل أيضاً، ولو قُسِّمَ بأقسى الطُّرُق وأشرسها، وذلك انطلاقاً من أن الشعب اللبناني هو الفاسد، وهو “مُربّي” الحكام الفاسدين. وعندما تكون هذه هي الحالة في أي بلد، فلا مجال لانتظار شيء سوى الانهيار المؤسِّس لانهيار أكبر، والى ما لا نهاية.

فشعب يموّل دولة فاسدة بضرائب فاسدة يدفعها لها، ويتذمّر من أزمات الفساد التي تمسّ بمفاصل حياته اليومية، صباحاً، لينصرف الى المطاعم، والملاهي، والمراقص، وأماكن السّهر… عند المساء، والى ما بعد منتصف اللّيل، هو شعب فاسد، وشعب لا يستحقّ إلا ما هو فيه، وليس شعباً محبّاً للحياة. فالفارق هائل بين حبّ الحياة، والفساد.

شدّد مصدر سياسي على أن “الشعب اللبناني فاسد في الأساس، وما كان ينقصه سوى تعميم ثقافة وحضارة الفساد خلال حقبة التسعينيات. ففي تلك الفترة ثُبِّتَ الفساد في البلد، وتحوّل الى أمر طبيعي، والى ضرورة”.

وأوضح أن “الرشوة في لبنان كانت بمبالغ مضبوطة نسبياً قبل حقبة التسعينيات، وهو ما كان يساهم بتحصين العاملين في القطاع العام أكثر، على سبيل أن “ما بتحرز نبهدل حالنا”. وأما بعد عام 1992، انفتح البلد على قروض وهبات وأموال وكتل نقدية كبيرة، وتغيّر مفهوم العيش في البلد كثيراً، ورشوة الألف ليرة أصبحت بـ 100 دولار، وهو ما عزّز ثقافة الرشاوى للتواقيع، ولإجراء المعاملات، وللقيام بالمهام. وحتى إن المنافسة تطوّرت بين المُرتشين، بين من يمكنه أن ينتزع المبلغ الأكبر. وهذا عمّم الفساد، وثبّته أكثر”.

وختم:”شعب لبنان ليس ثورياً، بل هو شعب “الكًيْف”، والمطاعم، والملاهي. وهو شعب يحبّ “البرطيل” والفساد من حيث تركيبته. ومن هذا المُنطَلَق، لا مجال لمكافحة الفساد في البلد، حتى ولو تغيّرت صيغة الحكم والتعايُش فيه. فمكافحة الفساد في بلد معيّن، تحتاج الى تركيبة كاملة مُنبثقة من البلد نفسه، أي من شعبه. وهذه ليست الحالة اللبنانية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى