أبرز الأخبار

زيلينسكي يخطف الأضواء في جدة… لماذا دعته المملكة إلى القمة العربية؟

المصدر : النهار

خطفت مشاركة الرئيس الروسي فولوديمير زيلينسكي في القمة العربية في جدة الكثير من الأضواء، وأثارت تساؤلات عن الرسائل التي أرادت المملكة العربية السعودية توجيهها من خلال دعوته إلى اجتماع يتوّج عودة سوريا، حليف روسيا، العدو اللدود لأوكرانيا، الى الحضن العربي.

ووصل زيلينسكي إلى جدة على متن طائرة فرنسية آتية من بولندا. وهو حط في جدة في طريقه إلى اليابان للمشاركة في قمة مجموعة السبع، وألقى كلمة أمام الزعماء العرب شكر فيها السعودية على الدعم الذي قدمته لبلاده، وأكد أن الوفود المشاركة بالقمة ستتلقى نص خطته للسلام المكونة من عشر نقاط. وطلب من الوفود العمل مع أوكرانيا مباشرة دون وسطاء.

والتقى زيلينسكي لاحقاً ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ونائب رئيس الإمارات الشيخ منصور بن زايد.

ورأت وكالة “بلومبرغ” أن دعوة الرياض زيلينسكي والرئيس السوري بشار الاسد الى الاجتماع نفسه يؤكد رغبة ولي العهد السعودي في تكريس السعودية قوة دبلوماسية رئيسية.

وقال بن سلمان في كلمته الافتتاحية: “نجدد تأكيد موقف المملكة الداعم لكل ما يسهم في خفض حدة الأزمة في أوكرانيا، وعدم تدهور الأوضاع الإنسانية، واستعداد المملكة للاستمرار في بذل جهود الوساطة، بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا، ودعم جميع الجهود الدولية الرامية إلى حل الأزمة سياسيا، بما يسهم في تحقيق الأمن”.

وتوسط ولي العهد السعودي في الصراع الروسي الأوكراني.

في هذا الصدد، قال الباحث في العلاقات الدولية سلمان الأنصاري لـ”النهار العربي” إنّ استضافة المملكة السعودية للرئيس الأوكراني “لها دلالات كبيرة ومنها التمهيد لرسم إستراتيجية سلام بقيادة المملكة للأزمة الأوكرانية الروسية”.

واضاف: “زيلينسكي نجح في ايصال رسالته للقادة للعرب”، ورأى أنّ “وساطة المملكة بين موسكو وكييف قد تأخذ زخماً كبيراً في الفترة المقبلة، فاستمرارية الحرب لن تخدم أي من الطرفين والمملكة قد تكون الوحيدة التي تحظى بعلاقات ايجابية مع الطرفين”.

من جهته، أكد الأكاديمي الاماراتي عبدالخالق عبدالله لـ”النهار العربي” أنّ دعوة زيلينسكي إلى جدة “قرار خليجي عربي منسق مع المواقف المبدئية للسعودية”، ورفض الحديث عن ضغط غربي على السعودية، قائلاً: “لا علاقة لهذه الدعوة لا من قريب ولا من بعيد بأي ضغط غربي”.

وأضاف: “الدول العربية مجتمعة تظهر دعمها للشعب الاوكراني لتحرير وطنه وأرضه من العدوان الروسي”.

بدورها، أدرجت شددت كريستين ديوان، الباحثة في معهد دول الخليج العربية بواشنطن الدعوة في إطار السياسة السعودية الراهنة. وقالت: “محمد بن سلمان مصمم على إعادة السعودية إلى الريادة الإقليمية وحتى العالمية”.

ورأت أنّ “للسعوديين يداً في كل شيء في الوقت الحالي. السؤال الكبير هو ما إذا كان بإمكانهم تنسيق هذه الإجراءات في سياسة متماسكة”.

ولفتت إلى أنّ “التواصل مع زيلينسكي يمكن أن يُنظر إليه أيضًا على أنه إشارة لروسيا التي تعمل على موازنة إعادة العلاقات بين العالم العربي وسوريا”.

وتابعت أنّ الرسالة المقصود ايصالها الى روسيا مفادها: “لا تعتقدوا أنه اذا اعدنا سوريا الى الحضن العربي، سيمنحكم ذلك حرية التصرف”.

والعام الماضي، نجحت السعودية والامارات في التوسط لتبادل سجناء في روسيا وأوكرانيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى