أبرز الأخبار

بين جنبلاط وجعجع : قلوب مليانة!

الكلمة اونلاين
بولا اسطيح

لم يكن مفاجئا لمن يتابع عن كثب المواقف المعلنة وغير المعلنة للزعيم الدرزي وليد جنبلاط ان يصدر عنه مؤخرا مواقف عالية النبرة بوجه رئيس حزب “القوات” سمير جعجع وبالتحديد قوله انه “متشدد وإذا أراد أن يثبت نفسه كزعيم للمعارضة فليفعل ذلك من دوننا”.
منذ اشهر طويلة ينتقد جنبلاط بشدة آداء ومواقف جعجع كما رئيس “الكتائب” سامي الجميل. وما يقوله في مجالسه الخاصة يفاجىء من كان يعتقد ان الزعماء ال٣ في حلف واحد مفترض وانهم يخوضون معركة الرئاسة صفا واحدا بوجه مرشح “الثنائي الشيعي” رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية. اكثر ما يستفز الزعيم الدرزي رفض جعجع والجميل الحوار الذي يسبق الانتخابات الرئاسية كما ان احداث ٧ اكتوبر وما تلاها على جبهة الجنوب زادت الشرخ بين الطرفين ما يؤشر لتموضعات سياسية جديدة ستبصر النور مع انتهاء الحرب ولعله وبالرغم من تأكيد الاشتراكيين انهم لا زالوا يؤيدون ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، فهم باتوا ابعد ما يكونون عنه. حتى ان احد نواب “الاشتراكي” لا يتردد بالقول في مجالسه الخاصة:”رح تحور وتدور وترجع تصب لصالح فرنجية. فالخسائر الكبيرة التي يتكبدها حزب الله في هذه المعركة لن يقبل ايا كانت الضغوط ان تذهب سدى والرئاسة قد تكون ثمنا بسيطا امام اثمان اخرى كبيرة سيطلبها”.

ويُدرك وليد جنبلاط انه وفي خضم المعركة لا يصح تغيير التموضعات، لذلك تراه يراقب عن كثب التحولات الكبرى الحاصلة ويحاول التحرك على اساسه. يتودد لحزب الله من دون ان يرتمي في حضنه. يهاجم جعجع من دون ان يقطع شعرة معاوية معه.

بعكس قسم كبير من القادة السياسيين الذين يخشون ردود افعال جماهيرهم وامكانية انتقالها من مقلب الى آخر، لا يأبه جنبلاط ما اذا كان جمهوره مقتنع بتقلباته اما لا. كل ما يعرفه ان هذا الجمهور سيبقى يدعمه قناعة منه بأن كل ما يقوم به يهدف لتأمين مصلحة الطائفة اولا.

من جهتها، لا تبدو معراب مستاءة او مستفزة من مواقف جنبلاط الاخيرة. اذ ترد مصادر “القوات” الهجوم الاخير لكون رئيس “التقدمي الاشتراكي” السابق، “حالة خاصة، وبالتالي لا يمكن تحديد ما اذا كان موجودا في هذا المقلب او ذاك”، مضيفة:”هى يستقبل وفد حزب الله ويقول انه مع اتفاقية الهدنة ثم يزور الرئيس بري ويقول انه مع جهاد أزعور لا سليمان فرنجية”.

وتتحدث المصادر عن “تقاطع رئاسي مستمر مع جنبلاط وصولا لتفاهم على الرؤية والوضعية الواسعة المرتبطة بالبلد”، قائلة:”

هو يأخذ موقف من دكتور جعجع حتى يقول لحزب الله انا لست مع الفريق الآخر بمسعى لان يبقى له هامشا للتحرك وهو لذلك يوجه ضربة على الحافر وضربة على المسمار”.
بالمحصلة، يصح القول ان ما بين معراب والمختارة “مش رمانة انما قلوب مليانة”.. فصحيح ان القواتيين يحرصون على عدم نسف الجسور مع الاشتراكيين لان مصلحتهم تقتضي ابقاء جبهة المعارضة واسعة قدر المستطاع، الا ان ما يصدر عن جنبلاط يؤكد ان الانفصال بين الطرفين بات امرا واقعا مع وقف التنفيذ!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى