أخبار دولية

كيف استغلت الحكومة الإسرائيلية تطورات الموقف الحالي من التصعيد؟

معتز خليل / المرصد اونلاين

تابعت الكثير من التعليقات الصادرة عن عدد من المحللين اللبنانيين منذ الاعتداء الإسرائيلي على لبنان ردا على الرشقة الصاروخية التي ضربا بها المقاومة إسرائيل ظهيرة يوم الخميس الماضي.
وبات واضحا إن هناك غضب كبير في لبنان. وهو الغضب الذي فسرته الكثير من الدوائر بأنه يأتي بسبب رهان حركة حماس على التصعيد وتضحية الحركة بالشعب اللبناني والاستقرار النسبي الذي تعيشه البلاد في محاولة لدفع الإسرائيليين إلى تركيز ضررهم على لبنان وليس غزة.
ما الذي يجري؟
منذ قيام عدد من عناصر المقاومة بضرب إسرائيل يوم الخميس وهناك الكثير من التداعيات التي تتلاحق على الساحة السياسية ، خاصة مع دقة الوضع اللبناني على مختلف الأصعدة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية.
وبات من الواضح أن الجميع يعلم بأن إسرائيل وحكومتها اليمينية المتشددة لن تصمت على هذه الاعتداءات ، وهو ما حصل بالفعل مع توجيه الضربات إلى العمق اللبناني.
وتنظر الكثير من الدوائر اللبنانية حاليا بعين القلق من نشاط عناصر المقاومة الفلسطينية على أراضيها ، وهو ما زاد من دقة الموقف السياسي المتزامن مع التصعيد العسكري الذي تعيشه لبنان.
اللافت أن ما جرى انعكس إيجابيا على الحكومة الإسرائيلية المتطرفة ، والتي استغلت هذا التصعيد في صالحها.
استغلال
وقد اهتمت بعض من الدوائر البحثية اليوم بالحديث عن الخاسرون أو الرابحون جراء هذا التصعيد الحاصل في الساعات الماضية ، وقالت عدد من التقديرات صراحة إنه وفي ظل الأزمة الداخلية في إسرائيل ، سعت الحكومة الحالية إلى استغلال الفرصة الحالية للقيام بالتصعيد من أجل صرف الانتباه عن الأزمة الداخلية الحاصلة في البلاد ، خاصة ما يعرف بأمة تعيينات القضاة ، وبالطبع رأت بعض من هذه التحليلات أن حركة حماس أو المقاومة ساعدت الحكومة على القيام بهذا التصعيد ، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد السياسي حاليا.
ورأت بعض من التقديرات الأخرى إنه ورغم أن حماس وكل عاقل فهموا أن الاحتلال يسعى إلى التصعيد من أجل صرف الأنظار عن الأزمة الداخلية ، إلا أن حماس وقعت في الفخ وأعطت الحكومة المتطرفة العذر الذي تبحث عنه.
ما الذي يجري؟
بات من الواضح أن النية الإسرائيلية مبيته للتصعيد وضرب غزة ومواقع في لبنان مع أول ردود الفعل الحاصلة الآن على الساحة . ،بنظرة على أعضاء المجلس الأمني المصغر أو ما يعرف ب”الكابينيت” سنجد أن الكثير من عناصره متشددة وترغب في التصعيد منذ اليوم الأول لها بالحكومة ، مثل بن غفير وزير الآمن القومي ، ومعه سموريتش وزير المالية وبالطبع يريف لفين وزير القضاء .
فضلا عن بعض من العسكريين السابقين مثل يوآف غالانت وزير الدفاع وآفي ديختر رئيس جهاز شاباك الأسبق وعدد من الساسة اليمينيين الآخرين ، مثل ميري ريغيف وزيره المواصلات وإيلي كوهين وزير الخارجية.
اللافت أن أبرز من ربح في هذه الجولة كان نتنياهو نفسه ، والذي حصل على دعم من المعارضة ، وهو الدعم الذي وجهه له يائير لابيد رئيس الوزراء السابق والذي أعلن عن دعمه لأي خطوة تقوم بها حكومة نتنياهو من أجل إعادة الهدوء للبلاد من جديد.
وكان نتنياهو ينتظر هذا التصريح منذ فترة خاصة مع تصاعد غضب المعارضة ومظاهراتها في الشارع التي لا تنتهي.
وظهر نتنياهو في صورة رئيس الوزراء القادر على جمع ولم شمل المجتمع في حال وجود خطر محدق يواجهه.
بجانب انتهاء أزمة تعيين وزير دفاع جديد بدلا من يوآف غالانت الذي أقاله نتنياهو عقب الإدلاء بتصريحات تضر نتنياهو سياسيا.
وبات من الواضح أن التصعيد الأخير على غزة أفاد نتنياهو سياسيا ، وهو ما توصل إليه تقديد موقف بسيط وضعته إحدى الجامعات الغربية المعنية برصد تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وتحديدا فلسطين.
تقدير استراتيجي
عموما بات من الواضح أن هناك حاجه ماسة من نتنياهو للتصعيد العسكري، وهي الحاجه التي توفرت له مع الضربات الأخيرة التي وجهتها إسرائيل لحماس ومن قبلها صواريخ المقاومة التي ضربت العمق الإسرائيلي واستغلتها حكومة نتنياهو سياسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى