أخبار محلية

أبرز ما تناولته صحف يوم ٦ نيسان ٢٠٢٣

كتبت النهار
  بات واضحا ان الرأي العام المسيحي بغالبيته متحسّس من محاولة “حزب الله” والرئيس نبيه بري فرض رئيس للجمهورية بقوة التعطيل، و”وهج السلاح”. وكلما مرّ الوقت تكشّفت نيّات “الثنائي الشيعي”. في عُرف طرفَي المعادلة المذكورة ان لا رئيس سوى الرئيس الذي يختاره “الثنائي”. والدعوة الى الحوار هي دعوة الى القبول بالامر الواقع، مع فتح الباب أمام إخراج يحفظ ماء وجه المعارضين لا أكثر. ومع الأسف فإن خيار الفرض الذي يسير به “الثنائي الشيعي” يبدو مقبولا من طرف فرنسا التي تسوّق مرشح “حزب الله” بالتواطؤ مع بعض القوى الأخرى في البلاد. في هذا السياق، جرى وضع معادلة “سليمان – نواف” على الطاولة على أساس انها قد تصلح كحلٍّ لإرضاء المعارضين، فيما يستقر “حزب الله” في قصر بعبدا لستة أعوام مقبلة عبر رئيس الجمهورية، ويكون موقع رئاسة الحكومة رهينة بيده من خلال محاصرته برئاستَي الجمهورية ومجلس النواب، فضلاً عن تركيبة مجلس الوزراء التي نعرف انها يمكن في أي لحظة ان تنفجر بوجه مطلق أي رئيس للحكومة لا يسير وفق دفتر شروط يصوغ بنوده “الثنائي الشيعي”! هذا ليس خيارا مقبولا. هذا إكراه للمسيحيين أولاً، وفخّ لبقية المكونات اللبنانية التي يراد لها ان تبقى ايضا رهينة الهيمنة ومنطق الغلبة.
مع ذلك، وعلى رغم قوة “الثنائي الشيعي”، وقدرته على اختراق مكونات لبنانية غير مسيحية، فإن الكلمة الأخيرة لم تُقل بعد. من هنا اعتقادنا ان الهيمنة ليست قدراً، وانه يمكن رد هذا الغلوّ في محاولة السيطرة على البلاد ومكوناتها، أولاً من خلال تدعيم الموقف المسيحي الرافض، وثانياً انتقال هؤلاء من موقف الرفض الى وضع خريطة طريق لمنع تنصيب مرشح “حزب الله”، وأخيرا طرح بدائل عملية من شأنها ان تستدرج مكونات أخرى لملاقاة رفض المسيحيين إملاءات “الثنائي الشيعي”. ومن جهة أخرى، مهم جدا ان يدرك المسلمون من خارج بيئة “حزب الله” ان الوقوف مع الرأي العام المسيحي أحزاباً، وكتلاً برلمانية، ومجتمعاً مدنياً، منعاً للفرض والهيمنة، هو حماية مسبقة لهم مما ينتظرهم، وخصوصا ان وضع اليد على رئاسة الجمهورية بالشكل المطروح سيؤدي حتما الى استتباع رئاسة الحكومة، وتحويل الحكومة كما هي اليوم الى مجلس بلدي دائم!
ان الكرة اليوم هي في ملعب المسيحيين وذلك على رغم الخلافات المستعرة في ما بينهم. فالقضية اكبر من أي خلاف، وأهم من مشاعر البغض التي تفرق في ما بينهم. ولذلك فهم مطالبون اليوم بفتح مسارات حوارية جدية في ما بينهم، والذهاب نحو تعيين القواسم المشتركة التي تجمعهم، اقله في ما يتعلق بالخطر الداهم الذي يمثله سعي “حزب الله” لفرض رئيس في قصر بعبدا. انهم مطالبون بوضع خلافاتهم جانبا، وبتوحيد صفوفهم ومواقفهم، وتقديم مرشح واحد لرئاسة الجمهورية لقطع الطريق على الاستكبار والهيمنة. وهم مدعوون الى فتح قنوات اتصال جدية مع المكونات الأخرى التي تنتظر عند “ضفة النهر” ان تتكون إرادة مسيحية غالبة، واضحة في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي فيضمّوا حكماً أصواتهم الى الصوت المسيحي الحر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى