أبرز الأخباربأقلامهم

غابي أيوب / فشلت سياستكم…ارحلوا

المرصد اونلاين / بقلم غابي ايوب

….ارحلوا

فشلت سياساتكم الاجتماعية والاقتصادية والفلاحية والصناعية والتربوية والثقافية والرياضية رغم قدرات شعبنا وامكانياتنا الطبيعية والمادية، ورغم استمراركم في مناصبكم لسنوات، وصبرنا عليكم سنين طويلة، وفشلتم أيضا في تسيير قطاعاتكم واستغلال ثرواتنا وطاقاتنا والاستثمار في قدراتنا وفي بناء مجتمع متوازن يعتمد على نفسه ويقدر الجهد والرجال والنساء الأكفاء.. لذلك حان الوقت لكي نقول لكم “ارحلوا من فضلكم” وليرحل كل من أخفق وفشل في مهامه، ولترحل الوجوه المستفزة التي تتحمل مسؤولية الاخفاقات المتعددة والمتكررة بسبب الاختيارات السياسية الخاطئة والأنانية المفرطة والجهل والقدرة على الانسجام مع متطلبات العصر..

ارحلوا من فضلكم لأنكم فشلتم سياسيا عندما كرستم الأحادية  وعبادة الأشخاص عوض تكريس الديموقراطية والحرية، وأقصيتم كل من يختلف معكم أو يعارضكم وكل من لا ينتمي الى جهتكم.. وبعد ثمانين سنة من الاستقلال لا زلنا لا نعرف المشروع السياسي الذي نريده لوطننا لبنان ولا أين نتوجه، وتركتم لنا طبقة سياسية ضعيفة وتعيسة، ومؤسسات هشة وضعيفة وأحزابا تحسن التصفيق والتطبيل ورفع الأيدي !

ارحلوا من فضلكم لأن سياستكم المالية والمصرفية فشلت والمصارف سرقة المودعين ومدخرات حياتهم وابنائهم، الفوارق تزداد من يوم لآخر بين الفئات وبين المناطق والجهات، ولم تحققوا العدالة الاجتماعية التي وعدتم بها، وضاعت المعالم والمعايير وانهارت القيم والأخلاق وساد اللا عقاب،  كهرباء ولا انترنت والكثير من الأساسيات مفقودة، وارتفعت الأسعار وانهارت القدرة الشرائية للمواطن، وازداد الغني غنا والفقير فقرا  وسكن الشك والخوف نفوس أبنائنا، ..وانتشر البؤس والتعاسة ولم يعد بمقدوركم الاستمرار..،

ارحلوا من فضلكم لأن سياساتكم القضائية والصحية فشلت وذهب أبنائنا ضحايا لتجارب فاشلة تتكرر كل سنة وصارت جامعاتنا تنتج الشهادات وليس الكفاءات.

أما عن السياسة الصحية فحدث ولا حرج، ولكم أن تزوروا أقرب مستشفى لتقفوا عند قلة الامكانيات ورداءة الخدمات وهروب الكفاءات، وتقفوا عند معاناة السلك الطبي وشبه الطبي والمريض على حد سواء، وإذا سألتم عن القضاء فستجدون أبناءه والظالم والمظلوم كلهم يشتكون..

 الذي حدث هو أن أبناءنا تاهوا وفقدوا هويتهم وهاجروا الى بلدان اكثر رزقا” وامانا” بعد استقالة الدولة من أداء واجبها ودورها في تجاه ابنائها . !

لم نستقر على سياسة ناجحة منذ الاستقلال ولم نفلح سوى في تغيير قانون الانتخابات النيابية على مقياس الزعماء، وضاع أبناؤنا وسط صراعات هامشية ثانوية ولم يهتم احد لامرهم.

عندما نقول ارحلوا من فضلكم فإننا لا نقصد المخلصين والأكفاء والشرفاء، ولما نعدد أوجه الفشل ونقف عنده فإننا لا نتنكر لكل الانجازات التي تحققت بفضل الرجال التي لولاها لما بقي لبنان، وقسوتنا على أنفسنا وبعضنا البعض هي نتاج غيرتنا على هذا الوطن، كما أن شعبنا ووطننا يستحقان أكثر وأفضل مما هما عليه، والأزمة القادمة ستكون عواقبها وخيمة بالطريقة الذي تسير عليه الأمور دون حاكم وحكم ودون حكومة وحكمة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى