أخبار محلية

“القوات” بلا حلفاء.. حتى قدرة التعطيل بالمجلس النيابي غير متوفّرة؟

جاء في الديار:

تخوض القوى المسيحية الكبرى معارك سياسية ضمن ما يمكن تسميته “الفريق الواحد” بغية تحصيل دعم يمكنها من فرض رأيها في الاستحقاق الرئاسي المقبل. هكذا يفعل التيار الوطني الحر مع حزب الله حيث يبتزه ويهدده بالفوضى للحصول على الدعم السياسي الكامل في ملف الرئاسة، وهكذا تحاول القوات اللبنانية أيضاً عبر محاولة جرّها النواب الى ملعبها، دون توجه نوابها الى ملعب المعارضين الآخرين.

لا يبدو أن أحداً من فريقي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على استعداد لتقديم الدعم المجاني في معركة الرئاسة، ففي الجهة الاولى يسعى الفريق الشيعي الى تشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على تجنّب أزمة دستورية، علماً أن رئيس الجمهورية القادر على تعطيل هذا الأمر بدأ يفضّل أكثر الوصول الى الأزمة لأنها ستكون مُربحة له أكثرمن حكومة قد لا يحصل فيها على كل ما يشتهيه، وفي الجهة المقابلة لا يبدو أن حلفاء القوات اللبنانية المفترضين مستعدون للمضيّ في خيارات معراب السياسية والرئاسية، ولعلّ أبرز المنسحبين من التحالف أو التقارب مع القوات كان الحزب التقدمي الإشتراكي.

منذ البداية، كان “الإشتراكي” واضحاً بأنه لن يجاري “القوات” فيما تطرحه من معادلات، لا سيما تلك المتعلقة بمعادلة رئيس “التحدي”، خصوصاً أن وليد جنبلاط كان قد ألمح في أكثر من مناسبة بأن سمير جعجع لديه طروحات، تهدد الإستقرار المحلي، لا يمكن أن يوافق عليها، بعد التداعيات التي نتجت عن أحداث السابع من أيار من العام 2008.

في هذا الإطار، سارع جنبلاط إلى إعادة فتح قنوات التواصل مع “حزب الله”، بينما علاقاته المميزة مع رئيس المجلس النيابي لا تحتاج إلى الكثير من الشرح، وهو يفضل التفاهم على رئيس وسطي، لا يكون مستفزاً لـ”حزب الله” أو لقوى المعارضة، أي أنه لا يفضل رئيساً ينتمي لقوى الثامن من آذار، لكنه في المقابل لا يريد رئيساً يمثل تحدياً له، لا سيما أن هذا الطرح غير قابل للتحقق، وهو يراهن على إمكانية الوصول إلى تسوية برعاية بري، يكون هو شريكاً أساسياً فيها.

اما نواب التغيير فكانوا قد وجهوا الضربة الأولى للقوات في انتخابات هيئة المجلس النيابي، واظهروا عدم صحة إدعاءات جعجع بامتلاك أكثرية نيابية، واليوم يكررون المسألة في ملف الرئاسة حيث يرفضون التقرب من القوات أو تبنّي مرشحهم، ما يعني أن القوات لن تكون قادرة حتى على منع انعقاد جلسة انتخاب الرئيس بحال أرادت ذلك.

تحتاج القوات اللبنانية الى حلفاء لأجل تعطيل النصاب، فهي بحاجة الى الكتائب وقوى التغيير معاً، ولا يمكنها لوحدها أن تعطّل، فكيف بحال أرادت أن تُوصل مرشحها الى الرئاسة بمواجهة فريق سياسي آخر يبدو أكثر تماسكاً رغم الخلافات الدائرة فيه، إنما رغم ذلك فإن أوساط القواتيين تؤكد عبر “الديار” أن الخسارة في هذا المجال أفضل من التنازل لأجل كتل لا تمتلك الخبرة السياسية، وتظن أن “الشعبوية” بمقاربة الملفات قادرة على تحقيق الإنجازات، والمقصود هنا رفض نواب التغيير التواصل والتنسيق مع القوات في ملف الرئاسة، وهو ما سيسبب خسارة الطرفين في المستقبل كما كان سبب الخسارة بالماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى