أخبار محلية

المسلمون توقيتهم شتوي والمسيحيون صيفي!

داود رمال – الأنباء الكويتية

المثل الشائع في لبنان يقول ان «القلة تولد النقار»، اي انه عندما تنعدم اسباب العيش الكريم ويعاني الشعب من الضائقة المعيشية تكثر المشاكل بسبب وبلا سبب. والذي يغذيها أكثر تحلل بعض القيادات السياسية والدينية من روح المسؤولية الوطنية، بحيث يأخذون بمواقفهم البلاد الى توتير غير مبرر وهذا ما حصل مع الاجراء المتصل بتأخير العمل بالتوقيت الصيفي حتى انتهاء شهر رمضان المبارك.

ما صدر من مواقف قسم لبنان الى قسمين، بحيث أصبحنا امام ما يمكنه تسميته «فيدرالية الساعة»، ففي المناطق ذات الغالبية المسلمة لازال التوقيت الشتوي ساريا، وفي المناطق ذات الغالبية المسيحية تم اعتماد التوقيت الصيفي، علما ان القرار جاء نتيجة تشاور بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وهو ليس القرار الاول المتخذ اذا سبقته قرارات مماثلة يوم كان يتزامن حلول شهر رمضان في فصل الربيع.

الاخطر في ردود على المذكرة التي اصدرتها الامانة العامة لمجلس الوزراء والتي أخرت اعتماد التوقيت الصيفي الى نهاية شهر رمضان وذلك بعد اجتماع الرئيسين بري وميقاتي، انها اخذت منحى طائفيا مقيتا، وبدل الاعتراض من قبل المرجعيات الدينية المسيحية وفق القنوات الرسمية المعتمدة، خرجت بيانات الى العلن تماهت مع المواقف الشعبوية للاحزاب المسيحية، وأبرزها البيان الذي صدر عن البطريرك الماروني بشارة الراعي والذي قال: «إن القرار المفاجىء بتأجيل العمل بالتوقيت الصيفي لمدة شهر، الصادر عن رئيس حكومة تصريف الأعمال السيد نجيب ميقاتي ارتجاليا ومن دون التشاور مع سائر المكونات اللبنانية، ومن دون أي اعتبار للمعايير الدولية، وللبلبلة والأضرار في الداخل والخارج، يحول دون إمكانية البطريركية المارونية والأبرشيات والمؤسسات التابعة لها، الالتزام به. وبالتالي، تلتزم بتقديم الساعة ساعة واحدة منتصف ليل السبت-الاحد 25-26 مارس 2023».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى