أبرز الأخبار

لهذه الأسباب الحقيقية…”حزب الله” لا يريد باسيل!

محمد الجنون / لبنان 24قد يكونُ رئيس “تيار المرده” سليمان فرنجيّة من أكثر الشخصيات التي يُمكن أن يُناقِش “حزب الله” مختلف الأطراف بشأنها، إلا أنّ ذلك لن يتحقّق أبداً عندما يرتبطُ الأمر برئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل. حُكماً، قد يكون فرنجيّة تخطى باسيل كثيراً في أمورٍ عديدة، فعلى الرغم من أن اسمه مطروحٌ بجدّية ضمن السباق الرئاسي، إلا أنّه لم يحترق وما زال ورقةً قوية ستفرض نفسها على طاولة المفاوضات. وحقاً، الأمرُ هذا بات معلوماً لدى مختلف الأطراف، في حين أنّ باسيل ما زال بعيداً عن فرض نفسه كرئيس، والأمر كله مرتبطٌ بالتقاطعات الداخلية والدولية التي تفرض على اسمه “فيتوات” حاسمة وخصوصاً من جبهة “حزب الله”.

بشكلٍ أو بآخر، قد تكونُ ورقة الحزب بشأن فرنجيّة الأكثر ربحاً، فالأخيرُ تمكّن خلال السنوات الماضية من تحسين أوضاعه وتقوية شروطه، والأهم أنه حافظ على علاقته مع الجميع، وبالتالي حفِظَ التوازنات وفتحَ خطوط التواصل مع الدّول العربية. وإذا صحّت المقارنة، فإنّ فرنجية تجاوز باسيل كثيراً لناحية الأداء السياسيّ، فـ”معاركه” محدودة وخياراته محسومة، أما أبوابه فمفتوحة أمامَ مختلف الأطياف، وبالتالي يُمكن أن يكون اسمهُ عنواناً للتلاقي وللتقاطع الدّولي المطلوب. أما في ما خصّ باسيل، فإنَّ وضعه مختلف تماماً، وما سيجعله “الخاسر الأكبر” هو مضيه قدماً نحو فكّ “ارتباطه” مع “حزب الله”، وتوسيع هجومه غير المُبرّر مُجدداً على الحكومة التي تمثل المركز الأساسيّ لـ”الطائفة السنية” في الدّولة. أما آخر “بِدع” باسيل فكانت في “تطيير” جلسات اللجان المشتركة في مجلس النواب قبل أيام، وما يظهر من تلك الممارسات هو “التعطيل” للمؤسسات، وبالتالي “خنق” العملية التشريعية بكافة أوجهها وأساليبها تحت حُجج غير دستورية وممزوجة بـ”فبركات كثيرة”.

عملياً، فإنّ من يقرأ أداء فرنجية وباسيل إنما سيكتشفُ كيف أنّ “حزب الله” استطاع التحرّر رويداً رويداً من ضغطٍ كبير. فـ”رئيس التيّار” ورقة خاسرة جداً، وبالتالي فإنّ الممارسات التي يقوم بها كانت ستؤدّي بالحزب إلى أماكن أكثرَ ضيقاً وأكثر ضغطاً. وعليه، قد يكونُ تمسّك الحزب بفرنجية مُرتبطاً بالأداء و “النضوج السياسي” أولاً، وهذا ما لا يراه الحزب متوافراً عند باسيل “الحليف القديم”. أما الأمر الأهم والذي يُراهن الحزب عليه، هو أنّ فرنجيّة قد يكونُ بمثابة الشخصية التي يمكن أن تُشكّل ملتقى لمختلف الدول وعنواناً لـ”الإنقاذ” المرتبط بتعزيز لبنان لعلاقاته مع الدّول العربية. وضمنياً، فإنّ هذا الأمر يمكن أن يتحقق عبر شخصيّة واضحة وغير صدامية ولديها اتصالاتها وحضورها، وقد يمثل فرنجية أو أي شخصية أخرى هذا الأمر باستثناء باسيل، والسبب هو أنّ الأخير سيكونُ اسماً صدامياً، وبالتالي فإنّ وصوله إلى كرسي بعبدا قد يكرس مواجهات جديدة.

أكثر من أيّ وقتٍ مضى، بات “حزب الله” مُقتنعاً بخيارِ ابتعادِه عن باسيل، فالوقائع السياسية الأخيرة تؤكد ذلك، كما أنّ مسار الأخير يكشف عن أنّ وصوله إلى سدّة الرئاسة يعني عدم حصول أي إنقاذ وانتفاء أي انفتاحٍ داخلي وخارجي، ما يعني أنّ الأوضاع ستزدادُ تعقيداً، وهذا ما لا يريدُه “حزب الله”. وإزاء ذلك، فإنّ الفوضى مع باسيل قد تتوسّع نظراً للعقلية الصّدامية التي يسير بها، في حين أن مختلف الأطراف ستكون بمنأى عنه بسبب الخلافات التي أسّسها بنفسه مع الآخرين.. فعندها، كيف يمكن أن يتحقق التعافي؟ وكيف يُمكن أن يشعر “حزب الله” وكأنه حقّق خرقاً في جدار الأزمة بخيارٍ صائب رئاسياً؟ مع ذلك، تقولُ مصادر مقرّبة من “الثنائي الشيعي” لـ”لبنان24″ إنّ “نهج باسيل القائم حالياً يزيدُ من إقحامه في المهالك السياسية”، وتضيف: “يوماً بعد يوم، يتضح تماماً أن عدم اختيار الحزب لباسيل للرئاسة هو تأكيدٌ على عدم صدامية من قبل حارة حريك، وتثبيت لمبدأ الحوار والتلاقي على شخصية يمكن أن تجمع ولا تُفرّق”.

إذاً، فإنّ المقارنة السطحية بين باسيل وفرنجيّة تكشفُ كل الحقائق التي يجب معرفتها. ورغم التنافر السياسي بين الحزب وخصومه، إلا أنّ هؤلاء يُدركون تماماً أن عدم انحياز الحزب إلى باسيل هو بمثابة خطوةٍ متقدّمة، ويمكن التعاطي معها بـ”سلاسة” أكثر من أيّ وقتٍ مضى. وعليه، قد تكون خيارات الحزب حالياً قيد النقاش الفعلي، ولو كان الأخير متمسكاً بباسيل لكانت “الدنيا قامت وما قعدت” أكثر من الآن، ولكانت أي “فرصة” للإنقاذ قد ولّت إلى غير رجعة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى