أخبار محلية

الفيتو السعودي يُطيح بفرنجية!

كتب جيمي فرنسيس:

بخّر الاجتماع الخماسي الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس كل الآمال اللبنانية بقرب الانفراجة أو بداية حل الأزمات وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي، وبدا التخبّط واضحاً في مواقف الدول المشاركة في الاجتماع، الأمر الذي أخّر صدور البيان الختامي للاجتماع.

وبالعودة للتفاصيل، فبعد الحديث عن التحضير للاجتماع الثلاثي في باريس الذي كان سيضم كلاً من فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، باعتبارهم اللاعبين الأساسيين في الساحة اللبنانية، ظهر إلى العلن لاعب رابع وتحوّل الاجتماع إلى رباعي، حيث انضمت دولة قطر إليه نظراً لعلاقتها الجيدة مع جميع الأطراف بمن فيهم إيران، إلى أن انعقد الاجتماع بتاريخ ٦ شباط ٢٠٢٣ بصيغة خماسية مع جلوس مصر على طاولة هذا الاجتماع نظراً للدور الذي لعبته مصر تاريخياً في لبنان في الأزمات السابقة كذلك للدور الداعم للنهج السعودي في المنطقة.
وكان لافتاً تأخّر صدور البيان الختامي للاجتماع حتى اللحظة، وربما يعود السبب في ذلك للتباين بين الدول المشاركة على تحديد دور كل فريق مشارك، خاصة في ظل الحديث عن امتعاض السعودية من الحركة القطرية والدور المستقبلي للدوحة في المنطقة ومنها لبنان، ومحاولة “ترويضها” ولجم دورها والتأكيد على أن حركتها يجب أن تكون تحت عباءة التوافق العربي الذي تترأسه المملكة العربية السعودية، أضف إلى ذلك انزعاج المملكة من التقارب الفرنسي مع حزب الله وإيران.
وبالعودة للاجتماع، فقد تطرق المجتمعون إلى الملف الرئاسي اللبناني وتحديداً مواصفات الرئيس المقبل، وتم وضع معايير معينة أهمها أن يحمل خلفية مالية اقتصادية ليساعد لبنان على اعتماد نظام اقتصادي شفاف وسياسة اقتصادية صحيحة، ثانيها أن يكون من خارج الحياة السياسية السابقة ومن خارج المنظومة الحاكمة ليساعد على نشل البلد من مستنقع الفساد الغارق به، وهنا تشير بعض المعلومات إلى أنّ المجتمعين تطرقوا لبعض الأسماء المتداولة في الأوساط اللبنانية ومنها على وجه التحديد رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية المرشح الأساسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله، وفي المعلومات فإن الفيتو السعودي على مرشح الحزب كان سيد الموقف خلال الاجتماع، وبدا الموقف السعودي صارماً لهذه الناحية مع تجديد التأكيد على رفض أي مرشح آخر قريب أو يدور حتى في فلك حزب الله والإيرانيين، إلاّ أنّ الموقف السعودي تصادم مع الموقفين القطري والفرنسي المرحّبين وربما الداعمين لمرشح الحزب فرنجية.
وهنا يمكننا القول إنّ الفيتو السعودي على اسم فرنجية جمّد المباحثات، بانتظار ما سيكون رد الفريق الغائب الحاضر على هذا الفيتو، ولابد من التذكير والإشارة إلى أنّ الرفض السعودي لم يكن من باب رفع شروط التفاوض وإنّما حرصاً منها على تأمين استقرار لبنان وإعادتها إلى العمق العربي.
وتقول بعض الأوساط المقرّبة من المملكة، إن السعودية هذه المرة غير متحمسة للغوص في الرمال اللبنانية، وتقوم بتقديم عرضها على قاعدة deal or no deal، فإمّا أن يتلقف اللبنانيون عرضها أو لا مساعدات، ولا مساعدات من السعودية يعني أن لبنان لن يحصل على فلس مساعدة من قبل الخارج، يعني ذلك أن لا نهضة والأمور ستذهب إلى الأسوأ أكثر فأكثر.
وبناء على كل المعلومات المذكورة سلفاً، يمكننا القول إنّ الخلافات والتباينات الخارجية ستنعكس حكماً على الداخل اللبناني، سواء لناحية عرقلة المساعدات الإضافية للبنان في المدى المنظور، وتأخير الاستحقاق الرئاسي وتأجيله إلى أشهر لاحقة، خاصة وأنّ المجتمعين قرروا إرسال ممثلين عنهم إلى لبنان وإبلاغ المسؤولين فيه عن ضرورة تحملهم المسؤولية فيما ستؤول إليه الأوضاع في ظلّ تمسك كل فريق بمرشحه والتأكيد على الفيتو السعودي على اسم سليمان فرنجية، ليكون لبنان أمام عدة سيناريوهات فإما تمسك الحزب وإيران بمرشحهم ما سيمنع أي حلحلة للوضع الداخلي والذهاب أكثر فأكثر إلى أزمات لم تكن في الحسبان، وإما اقتناع الحزب بضرورة التخلي عن فرنجية والانتقال الى إسم آخر، وبالتالي فإنّ كل المعطيات تدل على أنّ الاستحقاق الرئاسي اللبناني مؤجّل إلى أجل غير مسمى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى