بأقلامهم

انطوان سعادة / لو زرعنا البقاع والشمال قمحًا لن نكفي اللبنانيّون خبزًا

حضرات السادة، العلماء والخبراء ودكاترة الاقتصاد والمال والصيرفة، يا من تطالبون عند كل شروق للشمس وكل مغيب ان نوقف الاستيراد ونكتفي بالإنتاج المحلي، لتعلموا أنه لو زرعنا سهل البقاع الغربي والاوسط والشمالي وسهل الشمال قمحًا ولا شيء إلّا القمح، لن نستطيع اطعام الستة ملايين بشري، تعداد سكّان لبنان.
اذا افترضنا ان استهلاك الفرد من الخبز يوميًا، وعلى ثلاث وجبات، هو بمعدل رغيف ونصف، تكون الحصيلة ٩ ملايين رغيفًا يوميًا، اي ٢٧٠ مليون رغيف في الشهر الواحد؛ ناهيكم عن استهلاك اللحوم الحمراء والدجاج والبندورة والخيار والحمص الذي نتغنّى بصحته، فيما نحن نستورده لأن الإنتاج لا يكفي، إضافةً إلى العدس وغيره…، تطولُ اللائحة وتتشعّب بدءًا بأساسيات الحياة وصولًا الى كمالياتها.

اننا مُجبَرون على استيراد ١٠٠٪؜ مما نستهلك، أمّا ما نقدر عليه من صناعة محلية وما نستهلكه من انتاج محلي فاننا نستورد موادَّه الأولية، ممّا يوصلنا الى معادلة استيراد ١٠٠٪؜ مما نستهلك.

وايضا ايها السادة مطالبتكم لعدم دولرة الاقتصاد والاتكال على العملة الوطنية انها لحق وواجب، انّما كيف؟ وهل يكفي ان نطالب من دون التفكير بال”كيف”؟

نعم، كيف؟ ونحن محكوم علينا استيراد كل ما يلزمنا وبما اننا نستورد فحتمًا علينا أن نفكر دولار وليس ليرة.

هل الحل بالاتجاه شرقا؟

اذكركم ان اكبر فاتورة استيراد هي من الصين ولكن نحن مجبرون مع الصين ان نحول دولارًا وليس ال”يُوان”، عملة الصين الوطنيّة، وكذلك عندما نستورد من روسيا وحتّى من إيران التي تقبض بالدولار .

فما الحلّ إذًا؟

ألا يجب على نجوم الشاشات المبادرة الى ايجاد الحلول بدل طرح المشاكل والنظريات الشعبوية التي لا تُسمِن ولا تُغني من جوع؟!

الحل في اعتماد الدولار كعملة تجاريّة، وهكذا نتخلص كليًّا من ضغط السوق ومزاجيّة الاسعار وجشع تُجّار العملات…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى