أبرز الأخبار

تفاصيل جديدة عن “جوفي” رئيس عصابة “اغتصاب الأطفال”!

بات التطور التكنولوجي نقمة ويؤثر سلبا في حياة المواطن وسلوكياته، فتقنيات الاتصال الحديثة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، قدمت فرصا هائلة للاستمرار والتعلم، لكنها أيضا فتحت الباب أمام صعوبات جديدة ومشكلات أخلاقية. ومن بين هذه التحديات، انتشار الأنشطة الإباحية والدعارة الإلكترونية، التي تعتبر شكلا من أشكال الاستغلال الجنسي عبر “الإنترنت”.

اشارة الى ان شيوع هذه الظاهرة مرتبط بسهولة الوصول إلى “الإنترنت” وتطبيقاته، التي تجذب الأفراد الباحثين عن التجارب الجنسية، بما في ذلك نقص التوعية بالمخاطر المحتملة لمثل هذه الممارسات.

شبكة دعارة بقبضة الأجهزة الأمنية

هزت مؤخرا الرأي العام اللبناني قضية اغتصاب أطفال قصر، بعد ان كشفت قوى الأمن الداخلي عن توقيفها عصابة من أشهر “التيكتوكرز”. وعلمت “الديار” ان فتاة اسمها “سارة” تقوم بخداع الأطفال بالحيلة والاغراء، حيث تعمل على اقناع المراهق لملاقاتها في شاليه يعود لذويها، والقصّر تتراوح أعمارهم بين الـ 9 و12 و16 عاما، اما المعتدون فهم بحسب المعلومات راشدون واعمارهم تتجاوز الـ 35عاما”.

وفي هذا المجال، أوضحت مصادر امنية متابعة لهذه القضية لـ “الديار” ان “مجموعة مؤلفة من 30 شخصاً تنشط في مجال التعرف الى الأطفال والتودد إليهم قبل الإيقاع بهم. وانطلاقا من المعلومات التي جمعت حول تورط عصابة منظمة تضم جنسيات لبنانية واجنبية، استطاع مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية اجراء تحقيقات مكثّفة في هذه التهمة تحت اشراف القاضية غادة عون، بعد ان اتضح ان العصابة تنفّذ جرائمها في بيروت ومنطقة جبل لبنان، وقد تم توقيف 6 متورطين حتى الآن”.

في موازاة ذلك، كشفت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان لها بتاريخ 1 ايار، أنه “بعد ادعاء عدد من القاصرين لدى النيابة العامّة تعرّضهم لاعتداءات جنسيّة وتصوير من قبل أفراد إحدى العصابات المنظّمة، بالإضافة إلى إجبارهم على تعاطي المخدّرات في فنادق عديدة، تمكّن مكتب مكافحة جرائم المعلوماتيّة وحماية الملكيّة الفكريّة في قسم المباحث الجنائيّة الخاصّة التابع لوحدة الشرطة القضائيّة، من توقيف 6 أشخاص في بيروت وجبل لبنان والشمال، من بينهم 3 قُصَّر ذائعي الصّيت في تطبيق “TikTok”، وهم من جنسيّات لبنانيّة وسوريّة وتركيّة”. وأكدت المديرية “أن التحقيق مستمرّ بإشراف القضاء المختصّ، والعمل جارٍ لتوقيف جميع أفراد العصابة”.

من هو “جوفي”!

وكشف مصدر مقرب من المتهم الأول في هذه القضية لـ “الديار” عن “ان صاحب صالون “Hairzone” المدعو جورج مبيض والملقّب باسم “جوفي”، هو في الأساس شخص شاذ، قبل ان تبدأ شهرته على تطبيق “تيك توك”. وكانت استضافته احدى المحطات المحلية في برنامج تلفزيوني شهير قبل نحو 7 سنوات تقريبا، وتحدث وقتذاك عن نمط جديد يتعلق بموضة قص الشعر بطريقة غريبة وخارجة عن المألوف”. واشار المصدرالى ان “جوفي” “عمد بعد ان جمّع متابعين ومعجبين على مواقع التواصل الاجتماعي، الى استغلال فئة القصّر من زبائنه، لسهولة اقناعهم وسرعة استمالتهم والتأثير في عقولهم. ويعرف اهالي منطقة السبتية بأنه شخص مضطرب مهووس وغير سوي، لان صيته سابق ممشاه، والجميع ينادونه بـ “اللوطي”، ولديه هوس بالصغار”.

رعب اجتماعي حقيقي!

وفي هذا المجال، أكد الخبير في الاعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي جورج سمعان لـ “الديار” “ضرورة التركيز على تعزيز الوعي بمخاطر الدعارة الإلكترونية والاستغلال الجنسي عبر الإنترنت، وتوفير التثقيف الرقمي للأطفال والشباب حول كيفية الحماية منها، بالإضافة إلى تشديد الرقابة وتطبيق القوانين لمكافحة هذه الظاهرة الضارة”.

وأوضح “ان “”الجنس الافتراضي” هو مصطلح يشير إلى استخدام التقانة الحديثة لتقديم خدمات جنسية مقابل مبالغ مالية، كما يتضمن الدردشة والعروض الجنسية عبر الكاميرا، والمحادثات الإباحية، والنشاطات الجنسية الأخرى التي تعتمد على التواصل الإلكتروني والاساليب الحديثة، التي يمكن أن تتم عبر منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة والمواقع الخلاعية على الإنترنت”.

وأشار الى “ان الدعارة الإلكترونية تثير الكثير من القضايا والمخاوف، نظرا لتأثيرها في الصحة النفسية والعلاقات الشخصية، وتعتبر في بعض البلدان والثقافات غير قانونية ومرفوضة من الناحية الأخلاقية، لانطوائها على استغلال للأشخاص وبشكل مباشر القصّر، ويمكن أن تكون مدمرة للعديد من الضحايا والعائلات. لذلك يجب على الجهات الرسمية المعنية توعية الناس بمخاطرها، وتنمية الوعي بالسلوكيات الآمنة عبر “الإنترنت”، وحماية الأفراد من التشهير والابتزاز والاستغلال”.

انزلاق المثقف “سقطة مقصودة”

وقال سمعان: “هناك مجموعة عوامل تدفع المثقف ذائع الصيت الى استغلال حسابه الشخصي، ومنها:

1- الوصول إلى المتابعين: يمتلك أصحاب الحسابات الشهيرة و “التيكتوكرز” جمهورا كبيرا، وهذا يدفعهم الى استقطاب المراهقين، لتسويق خدماتهم الجنسية أو للتحرش بالأطفال.

2- الاقناع: يتيح “الإنترنت” ووسائل التواصل الاجتماعي التواتر بسهولة بين طرفين معينين، مما يهوّن على المشتبه فيهم في شبكات الدعارة الوصول إلى الفئة المستهدفة.

3- الثقة الخاطئة: قد يتلقى الأشخاص عروضا للتعاون أو الشرْكة، دون أن يدركوا الغايات الحقيقية للشريك المحتمل، وهذا قد يجعلهم عرضة للاستغلال.

4- عدم الوعي بالمهلكات: قد لا يدرك البعض مدى فظاعة هذه التصرفات، وقد يشجع هؤلاء على قبول العروض دون تقييم جدي للمخاطر.

5- الترهيب: من الممكن أن يتعرض الأشخاص لا سيما القصّر لابتزاز من قبل أفراد يرغبون في استغلالهم، ويمكن أن يؤدي هذا التخويف إلى تورطهم في أنشطة غير قانونية أو أخلاقية.

وشدد على “ان هذه الامور تشكل زمرة من التحديات، التي يمكن أن تجعل المجتمع عرضة للاستغلال، لذلك من المهم توعية الافراد بأضرار العالم الافتراضي، وتعزيز الوعي بالسلوكيات الآمنة عبر “الإنترنت”، لحمايتهم من التوعّد والتحرش والانتفاع منهم بغير حق”.

حماية الأطفال!

ونصح سمعان الاهل “بضرورة تحصين اولادهم من الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقييد تطبيقات مثل “تيك توك” و “سناب تشات”، وهذا يتطلب جهودا مشتركة من الأهل والمدرسة والمجتمع، او تعيين أوقات محددة لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي، والتأكد من أن هذا الوقت لا يؤثر سلبا في واجباتهم الدراسية أو التزاماتهم الاجتماعية الأخرى”.

وأشار الى “ضرورة متابعة نشاطات الأطفال، والتحدث معهم بشكل منتظم حول التجارب التي يمرون بها عبر هذه المواقع، والشرح لهم أهمية الخصوصية والحفاظ على معلوماتهم الشخصية، وتوعيتهم بمخاطر “الانترنت” مثل التحرش الجنسي والابتزاز”. وأردف “لا بد من توفير بدائل للتسلية والترفيه، مثل الرياضة والفنون والهوايات، التي تساعدهم في الابتعاد عن الاعتماد الزائد على “الانترنت”، وتثقيفهم حول الإعلانات والمحتوى المدمّر”.

ارشادات لاستخدام آمن

وتطرق سمعان “الى بعض النصائح في مجال الإعلام الرقمي ووسائل التواصل، وتشمل ضبط إعدادات الخصوصية على منصات التواصل الاجتماعي للحفاظ على هوية المستعمل، وبالتالي تقليل التعرض للاستهداف الإعلاني غير المرغوب فيه. كما يُفترض التحقق من الاخبار قبل مشاركة المعلومات، والتثبّت من مصداقيتها وصحتها من مصادر موثوق بها، وتجنب تبادل المعلومات الشخصية أو الحساسة عبر “الإنترنت”، لتلافي التعرض لمخاطر الاحتيال أو الاختراقات. بالإضافة الى تفعيل عملية التوازن الصحي، بالمحافظة على العقلانية بين استعمال الفرد لوسائل التواصل الاجتماعي وحياته اليومية، واتقاء الإفراط في الاعتماد عليها”.

وختم “على مستعمل تطبيقات “الانترنت” الالمام بأحدث التطورات في عالم الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، والاستمرار في تعلم كيفية توظيفها بشكل آمن وحازم”.

ندى عبد الرزاق – الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى