أبرز الأخبار

جعجع وباسيل… وسباقهما الى الخطة “ب”

الكلمة أونلاين
سيمون أبو فاضل

للمرة الثانية يعلن حزب القوات اللبنانية عبر رئيسه الدكتور سمير جعجع واعضاء في تكتله النيابي عن احتمال توجهه نحو خطة “ب” ، اي خيار رئاسي جديد غير النائب ميشال معوض. المرة الاولى كانت بإعلانها عن القبول بوصول قائد الجيش العماد جوزف عون في حال تم طرح اسمه ، وقد علم حينها معوض بهذا الموقف من قبل نائب صديق له قبل ان يسمعه من القوات اللبنانية ما ترك لديه حالة عتب حتّمت مصارحته القوات اللبنانية في هذا الكلام… المرة الثانية حين اعلنت مؤخرا القوات اللبنانية عن وجود خطّة بديلة تتطلّب مرشّحا جديدا غير معوّض بما خلق أيضا انزعاجا لدى الأخير من التعاطي بهذه الطريقة دون التفاهم معه لإيجاد مخرج لذاته من هذا الترشيح في الوقت المناسب. وكان تخلل المرحلة الفاصلة بين الموقفين ابلاغ النائب ستريدا جعجع، البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بأن القوات تميل لتأييد قائد الجيش، اذا ما تخلت عن دعم معوض، بعد ان ابلغها ابان زيارتها الراعي، بأن رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل يؤيد التفاهم على الوزير السابق روجيه ديب .

واتى موقف القوات بالانتقال الى مرشح جديد غير معوض، وبعد ان تبين ذلك دون التنسيق معه وفق نائب تغييري على تواصل مع القوات اللبنانية، تعزيزا لمنطق هؤلاء التغيريين ليذكّر بكلام زميلته النائب بولا يعقوبيان، بأنه إذا كانت المعركة بين المرشحين ميشال معوض وسليمان فرنجية، فحكما زملاء من التغييريين سيقترعون لميشال معوض… لكن بما ان هذا الخيار لن يوصل الى رئيس فإن النواب التغيريين يتابع النائب ، لن يكونوا مع أي فريق لعقد تسوية او تفاهم على حسابهم ، كما سيحصل حاليا، ولذلك كان لهذا الفريق التغييري عدة مرشحين أبلغ جعجع بهم، في حين رشحوا في الوقت الضائع من اعتبروه يتطابق مع مواصفاتهم، مع علمهم باستحالة وصوله الى قصر بعبدا .. ولا تتوقف القوات اللبنانية أمام اعتراض معوّض، باعتبارها سلّفته الكثير من خلال تحويله مرشّح رئاسي لفريق المعارضة على حساب عدم ترشيح سمير جعجع الذي يترأس تكتلا من 18 نائبا، وفي ذلك ان قاعدة التعاطي القواتي مع الفرقاء استنادا الى التاريخ الذي رافق مسيرتها هو ان القوات “تقود ولا تقاد”، ولذلك يعي جعجع ما الخطوات التي يجب اعتمادها للوصول الى رئيس للجمهورية ، فهو قام بما يجب عليه في هذا الإطار، وعلى القوى الأخرى بما فيها معوض أن تعمل على خطوات اخرى تعزز اسهمها للوصول الى بعبدا. فإذا ما أقدمت القوات في المستقبل على التفاهم على مرشح قادر على دخول قصر بعبدا فهي لن تتأخر في اي قرار يؤدي الى نقل البلاد من مرحلة الى اخرى . وأيضا يعمد رئيس التيار الوطني الحرالنائب جبران باسيل كرئيس ثاني كتلة مسيحية بعد القوات اللبنانية، على ايجاد مرشّح يرتاح اليه ولا يرتد عليه ،ويحفظ مصالحه خلال العهد المقبل وتوافق عليه القوى السياسة الاخرى، وذلك بهدف قطع الطريق على أي تسوية خارجية او حصول معادلات طارئة تغيّر بالتوازنات وتفرض عليه القبول بجوزف عون أو سليمان فرنجية، مرددا كلاما بأنه لا يمكن تجاوز التيار الوطني الحر في هذه المعادلة الرئاسية تماما كما كلام القوات اللبنانية بأن “لا رئيس للجمهورية من دون المرور بمعراب..” لكن حتى حينه لا تدل المؤشرات بأن القوات اللبنانية، او التيار الوطني الحر قادرين على الانتقال كل على حدا، الى مخرج يوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية، كما لا يعني هذا الواقع احتمال تفاهمها على مرشح موحّد الى رئاسة الجمهورية ، فالقوات كما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يحاولان استطلاع الموقف السعودي بارسال كل منهما موفده الى الرياض لجس نبضها، حول جديد اتصالاتها الدولية -الاقليمية وانسحابها على لبنان والاستحقاق الرئاسي، قبل الانتقال الى خطوات بديلة عن ترشيح معوض، ليكون الجواب السعودي بأن لا تطورات تستدعي الحضور الى الرياض حاليا … اما باسيل الذي حققق حتى حينه، قطعا للطريق الرئاسي على حليفه الممانع وحليف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ،اي فرنجية ، فلم يتمكن رغم حراكه من احداث خرق بايجاده ايضا خطة ” ب ” تسقط من ذهنه هاجسي انتخاب جوزاف عون و فرنجية ، نحو مرشح يقبل علنا بتبني التيار الوطني له، لقناعة معظم الذين يتواصل معهم باسيل، بأن احتمال عودة باسيل للتنسيق مع حزب الله امر غير مستبعد، ومن غير الممكن ان يصل اي طامح ممن يفاتحهم باسيل الى قصر بعبدا، دون موافقة القوات وحزب الله اقله ، بحيث بات المطلوب وفق المراقبين انتظار التسوية المتكاملة دون مكابرة …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى