أبرز الأخبار

باسيل يستنجد بالراعي لقطع الطريق… تحسبًا من بري..؟!

 

الكلمة أونلاين – بولا أسطيح

لا جدال بأن القوى السياسية كافة مأزومة بالملف الرئاسي. لكن مما لا شك فيه أيضا أن الازمة التي يرزح تحتها حزب الله وحلفاؤه لا تقارن بأحوال باقي القوى بعدما أدى الاستحقاق الرئاسي لفكفكة تحالف عمره اكثر من ١٦ عاما هو تحالف التيار الوطني الحر-حزب الله. حتى الساعة لا جديد يُذكر على خط ميرنا الشالوحي-حارة حريك منذ تدهور العلاقة بين الحزب والتيار على خلفية جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، ووفق معلومات مؤكدة فان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل لم يطلب موعدا للقاء امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بعد وقوع الخلاف بينهما، كما تم الترويج له. وتتجه كل الانظار لما سيعلنه باسيل خلال مقابلته التلفزيونية غدا باعتبار انها ستحدد مصير العلاقة مع الحزب. فاذا واصل التصعيد يكون بذلك يعلن الطلاق بشكل رسمي، واذا حاول استيعاب الامور يكون ما حصل الاسبوع الماضي قطوع كبير جديد مرت فيه هذه العلاقة التي بكل الاحوال لن تعود الى ما كانت عليه قريبا.
مطلعون على موقف حزب الله يتحدثون عن جرح بالغ تركه كلام باسيل الاخير بحق نصرالله بعد ان اتهمه ولو بشكل غير مباشر بأنه نكث بوعده. كل شيء قد يتقبله الحزب من التيار ورئيسه الا اتهامات من هذا النوع تطال نصرالله لاعتبارات عدة بينها اعتبارات دينية واخلاقية. وتقول المصادر:”لو لم يكن كلام باسيل كبيرا لما استدعى ردا مباشرا وعبر بيان من العلاقات الاعلامية. فلطالما كانت العلاقة بين الطرفين تمر بمطبات ولكن قيادة الحزب لطالما آثرت الصمت وتجنب الاخذ والرد عبر الاعلام، من هنا يمكن تبيان خطورة ما قيل وحصل. وان كان لم يعد خافيا على أحد ان ما قبل الازمة الجديدة بينهما لا شك لن يكون كما بعدها. فرغم حرص الحزب الواضح على الحفاظ على هذه العلاقة وتحسين علاقته بأكبر قدر ممكن من القوى السياسية، الا ان ذلك لا يعني انه قد يقبل ان يحصل ذلك على حساب كرامته ومبادئه”.

وبعكس الحزب الذي لا شك انه لا يزال يجد مصلحة بالتمسك بتفاهم مار مخايل، من منطلق ان الغطاء المسيحي الذي أمنه له هذا التفاهم منذ العام ٢٠٠٦ لا يزال غطاء استراتيجيا بالنسبة اليه، توحي كل حركة ومواقف باسيل انه لم يعد يجد مصلحة اساسية باستمرار التحالف مع حزب الله. فهو وبحسب مقربين منه يعتبر ان الحزب خلف بوعوده فلم يساند رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اي من معاركه خلال ولايته الرئاسية وتركه بمواجهة “المنظومة” واخصامه في الداخل والخارج وحيدا. ويبدو محسوما ان الملف الذي ادى الى فيضان كوب العونيين، هو قرار حارة حريك السير بترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية للرئاسة وهي تدرك انه رغم كل العوائق التي تمنع خلافة باسيل لعون لا يزال طموح رئيس “الوطني الحر” الرئاسي يتحكم بكل قراراته ومواقفه ورغم اعلانه عكس ذلك.
ولعل ما يرجح فرضية توجه باسيل لمواصلة التصعيد وكسر الجرة مع الحزب اصراره على اعطاء بُعد طائفي لما حصل مؤخرا بالموضوع الحكومي. وما زيارته وعون الى بكركي مؤخرا الا لتثبيت هذا البُعد لاعتباره ان معركة من هذا النوع تقويه وتُضعف الحزب. ويضغط باسيل باتجاه تكريس بكركي مرجعية بالملف الرئاسي بمحاولة لاعادة الكرة الى الملعب المسيحي الذي يعتبر انها يجب اصلا ان تنطلق منه، كما بمسعى لانهاء اي دور لرئيس المجلس النيابي نبيه بري في هذا المجال، خاصة وان قيادة “الوطني الحر” لم تعد تستطيع ان ترفض اي دعوة حوارية يوجهها بري، هي التي تدعو ليل نهار لحوار واتفاق على اسم رئيس جديد. لكن الموقف القواتي المتشدد والمشروط بموضوع الحوار ، يصعب مهمة باسيل كما اي مبادرة قد يقوم بها بري او الراعي. فبحسب المعلومات معراب لا تزال مصرة على ان اي حوار يجب ان يتم تحت قبة البرلمان وخلال جلسات انتخاب الرئيس وليس بحسب التصور العام للحوار اي انه يتم بشكل منفصل بين رؤساء الكتل فيطبق النواب ما يتفقون عليه في وقت لاحق.
بالمحصلة، يبدو الاسبوع المقبل مفصليا سواء لتحديد مصير علاقة التيار-حزب الله او المسار الذي سوف يسلكه الملف الرئاسي قبل عطلة الاعياد، علما ان كل المؤشرات توحي بأننا على موعد مع انطلاقة حامية لبنانيا للعام الجديد!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى