أبرز الأخباربأقلامهم

وسامي أرفع من أوسمتكم يا فخامة الرئيس

المحامي لوسيان عون

أليوم، وبعدما أضحت اوسمة الدولة اللبنانية جوائز ترضية،
وبعدما أصبحت كالحقائب الوزارية هدايا بدل عن ضائع، وتعويضاً عن خسارة مقعد وزاري من هنا، ومقعد نيابي من هناك،
وبعدما باتت كقطع الحلوى توزع في الصالونات، وعلى الصبحيات، والأمسيات ،من كيس الشعب الكادح المقهور،… ووفق مقولة ” بارود على كيس العريس” ، “كتر منو”….
كان الوسام الذي كرّس حصراً وفق قانون الاوسمة ونظامها، ليصبح آخر ما تمت خسارته من قيمة معنوية كانت تمنح للعلماء والعظماء والشهداء، فتحول الى هدية تذكارية للمطبلين والمصفقين والمهللين للعهد المشؤوم.
نعم، آخر ضحايا ” العهد القوي ” هذه الأوسمة التي كان الغرض منها تكريم الأبطال واصحاب الإنجازات الخالدة التي تدخل التاريخ، والإنجازات التي رفعت إسم لبنان عالياً، إنجازات الكبار في بلادي،
إلا أن توزيع الاوسمة من الرتب الرفيعة بحسب تصنيف القوانين التي وضعت من إجلها ،عند باب القصر الجمهوري، ولمجرد دخول أي زائر، يقلد وسام رفيع،
فإن كل من تم تقليدهم من قبل باوسمة مماثلة يحلشون شعورهم ويفكرون اليوم بالقاء الوسام في القمامة لانه أصبح كقلادة المفاتيح يستخدم لدى سائق الاجرة لجمع مفاتيحه في حلقة واحدة، فانهارت قيمته الفعلية كقيمة الليرة ولم يعد له شأن ومرتبة تذكر بعدما بات يوزع يومياً بالعشرات.
فيا فخامة الرئيس، بالنظر الى تفريطكم بقيمة الاوسمة اللبنانية ونثرها في حدائق القصر الجمهوري، حتى اضحت كقلادة المفاتيح للدعاية لا أكثر ولا اقل،
فإني أحتفظ بارفع وسام على صدري وهو لا يقدر بثمن، هو وسام الوفاء للقضية، وسام التضحية في سبيل طرد المحتل منذ شنكم حرب التحرير عام ١٩٨٩ ولغاية ٢٦ نيسان عام ٢٠٠٥،وسام التزام الدفاع عن المؤسسات الشرعية ولا ازال، وسام حل الميليشيات وبناء الدولة اللبنانية وتعزيز اجهزتها، وسام الدفاع عن الخط ٢٩، وسام النزاهة والاستقامة والتجرد ومحاربة الاقطاع ،وسام حب لبنان، وسام رفض الاثراء غير المشروع،وسام المحافظة على الدستور، وسام الاصرار لمعرفة مصير ٦٣٢ معتقلاً لبنانياً في سجون النظام السوري،وسام مكافحة الفساد والهدر، وسام ضبط الصفقات المشبوهة ومعاقبة الفاسدين والسارقين….
إنها اوسمة الضابط الاكبر، اوسمة الاستحقاق اللبناني المذهب، اوسمة الارز برتبة كومندور، انها اوسمة لا تليق الا بالشهداء الابرار والابطال الاوفياء الأحرار،
اما اوسمة الذل والعار والتخاذل، اوسمة جوائز الترضية، اوسمة الصفقات المشبوهة ،اوسمة المحاسيب والازلام والانصار والمصفقين وماسحي الجوخ وبياضي الطناجر فتبقى وصمة عار على الجبين، وشعاراً لا يليق بالأحرار.
كم من فارق بين وسام لم يستأهل نيله امرىء، ووسام استحقه احد الابطال،
حقاً بعض المناصب لا تصنع الرجال العظماء….
بل الرجال العظماء هم من يصنعون المناصب والمراكز… ويبقى السرد للتاريخ بعد حين….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى