أبرز الأخبار

سباق المقاعد بين التيار والقوات… لِمَن ستُحسم؟

بين من يخوض الإنتخابات بالبذخ الإعلاني والإعلامي زارعاَ مئات الكيلومترات من اللوحات الاعلانية وبين من يخوضها كما قال بصفر اعلانات “كاسر إيدو وشاحد عليها”، أيام معدودة تفصلنا عن المرحلة الجديدة المنتظرة.
التنافس على أشدّه في المئة متر الأخيرة من السباق الإنتخابي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لحصد أكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية المسيحية، بغية الحصول على لقب رئاسة اكبر كتلة مسيحية لما لها من امتيازات في بلد تتقاسمه الحصص الطائفية من أصغرها وحتى مركز رئاسة الجمهورية، أمّا في الواقع فهي ليست سوى احدى البدع السياسية الجديدة التي اضيفت الى القاموس السياسي اللبناني.

حصل التيار في انتخابات الـ 2018 على 158137 الف صوت مسيحي فيما حصلت القوات على 149023 الف صوت مسيحي، أي بفارق واحد بالمئة فقط لصالح التيار الذي استطاع بتحالفاته من ترشيح 29 مرشحاً فاز بـ 19 منهم فيما لم يستطع القوات من ترشيح اكثر من 19 مرشحاً فاز بـ 14 منهم .

في الـ 2018 حصد التيار 9 مقاعد بقوته الذاتية وحصل بفضل تحالفاته على 10 مقاعد، بينما فاز حزب القوات بـ 11 مقعداً بقوّته الذاتية ومقعدَين إثنين بفضل تحالفاته.

لعب التيارالوطني الحر لعبة التكتلات ضمن الكتلة الواحدة بضم كتل نيابية صغيرة ككتلة الطاشناق مع محافظة هذه الكتلة على كيانها وخصوصيتها وتأليف كتلة لطلال ارسلان بإقراضه 3 نواب من التيار لإعطائه لقب رئيس كتلة، اضافة الى تحالفاته مع رجال اعمال ومستقلين فازوا ضمن لوائحه مما سمح له بترؤس اكبر كتلة مسيحية من 29 نائباً أطلق عليها تسمية كتلة “لبنان القوي” .

لن تغير كثيرا انتخابات الـ2022 مشهدية الـ 2018 رغم تراجع عدد نواب التيار، فمن المتوقع ان يحصل بقوّته الذاتية على 7 مقاعد نيابية اضافة الى 7 مقاعد شبه مؤكدة ستقدم له من حليفه حزب الله مع ترشيحات أخرى غير محسومة.

أمّا القوات فقد يحصل أيضاَ على 11 مقعداً بقوته الذاتية اضافة الى خمسة ترشيحات على لوائح حليفه مع حظوظ ضئيلة بفوزهم جميعاَ.

الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عمل جاهداً من خلال ترشيحات الـ 2022 لإعطاء كل الدعم الممكن للتيار وإجبار حلفائه على التحالف معه ليستطيع المحافظة على اكبر كتلة مسيحية، انما مشهدية تحالفات التيار هذه السنة اختلفت عن مشهدية انتخابات 2018 التي تعدّدت فيها الجهات المتحالفة من مستقلين الى رجال اعمال الى تيار المستقبل الى حزب الله أضفت عليها صبغة وطنية، أمّا اليوم فإن تحالفات التيار فقط مع حزب الله بالرغم من ان ذلك قد يترجم بمقاعد نيابية اضافية، سيكون له تداعياته السلبية على صعيد الشارع المسيحي بشكل خاص وعلى الصعيد السياسي اللبناني بشكل عام.

تغيّرت صورة المشهد الانتخابي على الساحة اللبنانية عموماً، وفي الشارع المسيحي خصوصاً فبعد التباهي للاقتراع للتيار الوطني الحر في الـ2005 سنرى “خجلاً” في الظهور للإقتراع لهذا الفريق، وبالمقابل سنرى أرضية ب، “اللون الأحمر” من ماكينة ومناصري القوات اللبنانية، أمّا “الصوت المَلك” فهو الصوت التغييري ولو انه لن يتمكن في هذه الدورة من ترجمة كامل أصواته بمقاعد نيابية، انما الرياح التغييرية بدأت والآتي هو الأهم و…الأعظم.

سليم البيطار غانم/ ليبانون فايلز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى