أبرز الأخبار

فرنجية الحفيد “، كما ” فرنجية الجد ” هل سيكون رئيسا للجمهورية بدعم روسي؟

كتب الصحافي صبحي منذر ياغي

تؤكد مصادر دبلوماسية غربية مراقبة ، أن روسيا دخلت مباشرة على خط الانتخابات الرئاسية اللبنانية المقبلة ، وربما يندرج ذلك في اطار تسوية واتفاقات دولية- عربية ، بحيث تحرص روسيا أن تكون لها كلمتها الفصل في موضوع اختيار رئيس جديد للبنان، ينسجم مع تطلعاتها وتوجهاتها .
وعلى الرغم من الانشغال الروسي بالحرب مع اوكرانيا ، وحشد كل طاقاتها العسكرية والدبلوماسية في هذا المجال، الا أنها لم تهمل باقي الملفات الدولية التي تهم روسيا ، لذا فان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، يخصص بعضاً من وقته للقاء شخصيات سياسية لبنانية تزور موسكو تباعاً ، بدعوة رسمية ، وكانت أولى هذه الشخصيات النائب طلال ارسلان، الذي زار موسكو في آواخر شهر آذار الفائت ، والتقى هناك بعدد من المسؤولين الروس من بينهم وزير الخارجية سيرغي لافروف .
زيارة فرنجية
الزيارة الثانية لموسكو ، كانت في منتصف نيسان( ابريل) الجاري لرئيس تيار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية، مع وفد من “المردة” ضم الوزير السابق روني عريجي، النائب السابق كريم الراسي ، وأنطوان مرعب، حيث كان لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي أعرب عن حرص موسكو على مساعدة لبنان في تجاوز المشاكل التي تعرقل تطوره في السنوات الأخيرة.

الانتخابات الرئاسية أولاً
تؤكد المصادر، ان معظم المباحثات الروسية مع الضيوف اللبنانيين تركز على موضوع الانتخابات الرئاسية اللبنانية المقبلة، الذي تعتبره روسيا من أولوياتها ، على اعتبار ان وصول رئيس لبناني على توافق مع روسيا، من شأنه أن يعزز العلاقات الروسية- اللبنانية، وأن يكون عاملاً مهماً لتعميق النفوذ الروسي في لبنان، عبر شركات التنقيب عن النفط، والغاز، وعبر التواجد الدبلوماسي والامني ، والاعلامي ، خاصة وأن لدى روسيا، رؤية، ومجموعة تصورات جديدة للعلاقات المقبلة مع لبنان ، بعدما فوجىء الروس خلال بدء العملية العسكرية في أوكرانيا ، ببيان وزارة الخارجية اللبنانية،وموقف لبنان الرسمي المستنكر للحرب،والذي دعا روسيا للانسحاب من أوكرانيا .

هذا الموقف اللبناني ، كما أكدته مصادر روسية في بيروت ( للهديل) جعل الروس يعيدون النظر في موضوع علاقاتهم ، وسياستهم مع لبنان بشكل ايجابي، واعتبارهم ان الموقف اللبناني من روسيا ، يعود لاخفاقات روسيا ، في تمكين وتوطيد العلاقة مع لبنان الرسمي بشكل خاص ، واستقطابه الى جانبها .

تعزيز التواجد الروسي
لذا لم تخفِ المصادر توقعاتها ،بمزيد من النشاط الدبلوماسي ، والامني والاعلامي،والثقافي الروسي في لبنان ، في اطار خطة روسية لتعزيز النفوذ والوجود الروسي في هذا البلد المجاور لسوريا ، حيث للروس مصالحهم الاساسية، كما ان تعزيز نفوذهم ومصالحهم في لبنان يعزز تواجدهم على المتوسط ، الذي يبدأ من طرطوس واللاذقية في سوريا حيث القواعد والمرافىء العسكرية الروسية .

الحريري رئيس حكومة العهد؟
وتشير المصادر الى أن المباحثات الروسية مع الوزير السابق سليمان فرنجية ، تطرقت الى موضوع دعم روسيا لانتخاب فرنجية لرئاسة الجمهورية، ربما ” لغاية روسية ” لقطع الطريق أمام وصول قائد الجيش اللبناني جوزف عون الى رئاسة الجمهورية ( الذي يعتبر مرشح الولايات المتحدة الامريكية الابرز حتى الآن ).

وتضيف المصادر ، ان فرنجية تحدث بوضوح مع الروس، عن رؤيته وبرنامجه ، في حال وصوله لرئاسة الجمهورية، وقد توافق فرنجية مع تمنيات روسية، بأن يكون الرئيس سعد الحريري ” رئيس حكومة عهده ” في حال وصوله للرئاسة ، ، اذ أشاد الروس بالحريري وأبدوا استعدادهم لدعمه ، لذا لم يكن من المستغرب ، قيام روسيا مؤخراً بمنح الجنسية الروسية لممثل الحريري في موسكو جورج شعبان( وهو لبناني – من مواليد بلدة رأس بعلبك-) مقيم في موسكو ، ويعتبر منسق العلاقات بين تيار المستقبل، وروسيا .

التاريخ يعيد ذاته
وعادت المصادر الى صفحات التاريخ السياسي اللبناني الحديث، لتتذكر كيف أن روسيا كانت عام 1970 ، مع وصول الرئيس سليمان فرنجية لسدة الرئاسة،كرد منها على”العهد الشهابي”الذي كان متمثلاً بالمرشح الياس سركيس،بسبب ما عرف يومذاك بقضية “الميراج”، يوم أحبط المكتب الثاني اللبناني محاولة المخابرات الروسية خطف طائرة ميراج حربية من لبنان ” وأدت القضية الى أزمة دبلوماسية ، قد فاز الرئيس فرنجية بفارق صوت واحد عن منافسه الياس سركيس، وكان هذا الصوت ” صوت كمال جنبلاط” الذي وصل في آخر لحظة الى جلسة الانتخاب ، ليمنح صوته لفرنجية/ وقد سمي (بصوت الشعب).

فهل يعيد التاريخ نفسه ويكون ” فرنجية الحفيد ” رئيساً للبنان بدعم من روسيا ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى