أبرز الأخبار

دعوة الحزب لـ”السياحة الجهادية” في نهر الكلب ووادي قنوبين

بقلم جورج العاقوري

يطلّ علينا بين الفينة والأخرى مسؤولون في “حزب الله” أو بيئته الحاضنة ليمنّنوننا بكل عنجهية ان لولاهم لما بقي لبنان. آخرهم المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي خرج على اللبنانيين في بيان صادر في 27-3-2022 ليبشرهم ان “لبنان رسالة سلام يحميها سلاح المقاومة، ولا وجود للبنان دون سلاح المقاومة، ولولا ساحة الحرب التي خاضتها المقاومة لما بقي وطن إسمه لبنان”!!!

أكان هذا الكلام من باب ممارسة الضغط على اللبنانيين لجعلهم أسرى ضمانة وهمية للحزب أو من باب العراضات وشد العصب عشية الانتخابات أو جراء نشوة فائض القوة، فهو كلام مهين بحق مطلقيه اولاً لأنه يعكس استخفافاً بالعقول وتزويراً للوقائع والتاريخ.

فلبنان رسالة السلام والنموذج التفاعلي بين مكوناته المتعددة والمختبر الانساني يحميه أولاً وأخيراً ايمان كافة هذه المكونات به والاطار الدولتي الذي اتخذه منذ قيام “الجمهورية اللبنانية” عام 1920 والميثاق الذي خلصوا اليه مع الاستقلال عام 1943 القائم على نهائية الولاء والكيان والانتماء. لبنان يحميه جيشه الوطني ومتى تخلت الدولة عن مسؤولياتها – كما في العام 1975 – تحميه مقاومة لبنانية لا مقاومة مالها وسلاحها وولاؤها لإيران أو لأي كان.

اما وجود لبنان الفكرة والحلم والكيان فلن نقول من عمر الانسان، أقله منذ ستة الاف سنة. فليعودوا الى العهد القديم من الكتاب المقدس حيث ذُكر لبنان وأرزه عشرات المرات. إنه “وقف الله”.

لنكن عمليين ما دام “حزب الله” وجمهوره يعشقون “السياحة الجهادية”، ندعوهم لزيارة وادي قنوبين حيث المقاومة محفورة في الوجدان والصخور ومع عبق البخور. ولكن لنكن واقعيين وعمليين ولنتحاشى اي استفزاز جراء عامل الدين، لذا ندعوهم الى “سياحة جهادية” في نهر الكلب حيث لوحات منقوشة في الصخر تخلّد جلاء شعوب وجيوش غزوا لبنان منذ الالفية الثانية قبل الميلاد، هم انهزموا ورحلوا ولبنان صمد وإنتصر.

أما في تاريخنا الحديث، إن هم يتباهون بـ”المقاومة الاسلامية في لبنان” التي حررّت الارض من الاسرائيلي، فثمة مقاومة لبنانية حررّت الارض من الفلسطيني الذي بحث عن وطن بديل ومن كل مرتزقة الارض الذين توافدوا الينا في العام 1975 من الصوماليين الى الليبيين وغيرهم.

إن هم يخلّدون معتقل الخيام، فنذكرهم أيضاً أن سجون البوريفاج في بيروت و”النبي يوسف” في عنجر و”الاميركان” في طرابلس وشقيقاتها في باقي المناطق خالدة في الوجدان الوطني.

إن هم يحجّون الى معلم مليتا، فـ”سيدة إيليج” في ميفوق وغابة طبرية معالم شاهدة على شهادة من نذروا حياتهم للبنان وهو وحده مولاهم وله فقط ولاؤهم.

أما ساحة الحرب التي خاضوها، فهي لم تقتصر على لبنان بل تنقلت من سوريا الى العراق واليمن عسكرياً وغيرها من الساحات أمنياً وحولت وطناً إسمه لبنان الى ساحة لصراع المحاور ومنصة لتوجيه الرسائل.

لذا في هذا الوقت بالذات، لبنان لا يحتمل العراضات والمزايدات والمغامرات ووجوده ليس منّة من أحد، فلتصمت لغة الاستفزازات امام وجع شعب تعجز الكلمات عن وصفه.

موقع lebtalks

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى