بأقلامهم

تشويه المقاومة المسيحية… هل مسموح؟! لوسيان عون

بقلم المحامي لوسيان عون

لم أصدق بالامس موقف رئيس الجمهورية الذي أدلى به في الفاتيكان عقب زيارته الى الكرسي الرسولي ومفاده أن حزب الله هو من حمى المسيحيين في لبنان…
قد لا نلوم فخامته لاسباب عدة، في وقت لا يعبر هذا التصريح الا عن صاحبه، وهو بالتأكيد يجافي الواقع الذي سطّره اجدادنا بالعرق والدم منذ ولادة السيد المسيح
فهل اطلع فخامته على تاريخ لبنان القديم والمعاصر؟
هل علم أن تاريخ المسيحيين حافل بالاضطهاد والغزوات والاحتلالات وقد صمدوا حتى اليوم؟
هل علم ان جحافل الغزاة تكسرت نصالهم على صخوره من الشمال الى الجنوب؟
هل علم ان لا المماليك ولا العثمانيين ولا الفلسطينيين ولا السوريين تمكنوا من احتلال ارضهم وقراهم ومدنهم؟
هل زار فخامته يوماً وادي قاديشا وادي القديسين واطلع على مغاور المقاومين الاجداد والنساك الذين ظفروا وانتصروا على الغزاة وتركوا بصمات لا تمحى؟
هل وقف يوماً امام صخور نهر الكلب وقرأ لوحاته وما تضمنته من حكايات انتصارات على المحتلين؟
هل شاهد يوماً صور الدبابات السورية المدمرة على مدخل زحله في نيسان عام ١٩٨١ ؟
هل وقف يوماً على قبر شهيد وتأمل ما قدمه شهداء لبنان خلال مجازر الزاحفين الغادرين من قنات الى شكا الى زحله الى معاصر الشوف والدامور وسواها من محاولات لقضم المسيحيين وترحيلهم واستيراد حضارات لا تشبههم ولا تشبه تاريخهم وحضارتهم؟
بل يجدر التساؤل هنا : هل يقبل حليف فخامته قول الأخير انه حمى المسيحيين منذ فجر المسيحية من الغزوات، وهل لهذا القدر ينتفي فضل المقاومة المسيحية على المسيحيين ،قبل وبعد تأسيس حزب المقاومة الاسلامية ؟
لا يا فخامة الرئيس…
لا حزب الله حمى السيد المسيح
ولا هو دحر المماليك والفلسطينيين والسوريين والليبيين والصوماليين والتتر على صخور لبنان
بل مقاومة مسيحية شرسة مثقفة متجذرة في هذه الارض ،قادتها تشبثوا على قممها من عنايا الى كفيفان الى بكركي الى ايليج وميفوق وأيطو وقاديشا والديمان ….
هذه هي المقاومة المسيحية…
كانت وستبقى قبل وبعد الاحزاب والتيارات….
الفا عام مروا….
والآتي آلآف وآلآف من المقاومة والصمود….
فلا زيارة براد تبدل التاريخ…
ولا تفاهماً عابراً مصلحياً يبدّل الوقائع ويحوره…. وقد سقط عند أول امتحان….
كل شيء معرض للتحوير واللف والدوران والتزوير…
إلا تاريخ المسيحيين
لانه كتب بالدم على صخور جبالنا وهو مصدّق بتعاليم المسيح ووصاياه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى