أبرز الأخباربأقلامهم

فرنجية يكرّر غلطة 2015 / غابي أيوب

غابي ايوب

المرصد اونلاين

يبدوا ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية قد خسر عدداً من أوراق القوة، وأبرزها الورقة السنية فتتمثّل بخروج الرئيس سعد الحريري من اللعبة السياسية والذي رشّح فرنجية في خريف 2015، في حين أن الضعف الأساسي يبقى في انتمائه إلى محور «الممانعة» ودعمه سياسات «حزب الله».

وفي السياق، فإن فرنجية إذا كان يريد الوصول إلى قصر بعبدا فإنه يكرّر غلطة 2015، ففي تلك الفترة بات فرنجية على بعد أمتار قليلة من بلوغ الرئاسة بعدما أمّن دعم كل من الحريري وبري والنائب السابق وليد جنبلاط، وعندما سألوه كيف ستُقنع كلاً من «التيار الوطني الحرّ» و»القوات اللبنانية» بالسير بترشيحك أجاب: «كل مين يقنع حلفاءه»، أي أن الحريري عليه إقناع «القوات» و»حزب الله» تقع على عاتقه مسؤولية إقناع «التيار الوطني الحرّ».

وما زاد من خسارة فرنجية للنقاط هو عدم قيامه بأي مبادرة تجاه القوى الفاعلة وعلى رأسها المسيحية، واعتبر أنه يملك 74 صوتاً فكيف ينسحب لمن يملك 40 صوتاً، أي العماد ميشال عون، فكانت النتيجة بتوقيع «إتفاق معراب» وخسارة فرنجية الرئاسة بسبب اتكاله على الحريري و»حزب الله».

ولا يستطيع فرنجية اليوم إذا كان يريد الوصول إلى الرئاسة الإتكال فقط على عضلات «حزب الله»، فقرار «الحزب» مرتبط بإيران حكماً، وإذا كانت مصلحة طهران تقضي بوصول مرشح توافقي فإنها بالطبع ستضحّي بحلفائها في لبنان، في حين أن مهمة إقناع حليفه في محور «الممانعة» رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل ليست بسهلة.

وعلى رغم إدراك باسيل  أنه لن يسلّم الرئاسة على «طبق من فضة» لفرنجية، ولن تكفي أحلام فرنجية بضغط «الحزب» لسير باسيل بترشيحه، فلا يستطيع فرنجية الوصول إلى الرئاسة وهو على عداء مع أكبر كتلتين مسيحيتين في المجلس.

ومن جهة ثانية، فإن «القوات» اتخذت قرارها بعدم تأييد أحد من فريق 8 آذار للرئاسة وستستعمل كل الوسائل الدستورية لتحقيق ذلك، لكن فرنجية الذي صالح جعجع في 14 تشرين الثاني 2018 طاوياً صفحة الصدام المسيحي الشمالي لم يعمل على توطيد علاقته مع «القوات» حتى لو لم تؤيده رئاسياً، بل اكتفى بأنه حليف «حزب الله» وقد يدعمه «الحزب».

وفي السياق، تقول مصادر مطلعة إن الخطأ الذي وقع فيه فرنجية هو أنه لم يتواصل مباشرةً مع باسيل، فيما يصب جهده في اتجاه طمأنة القوات اللبنانية وحلفائها والدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية من أجل وصوله الى بعبدا، مضيفةً أن فرنجية وضع مسؤولية التواصل مع باسيل على الحزب لضمان النتيجة، فيما بقي هو على موقفه تجاه التيار ولم يسع حتى الى تهدئة الأمور، ما دفع بباسيل الى رفع السقف باتجاه المردة وعدم القبول بأي تنازل لدعم سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

يستمر تيار “المردة” في تأييد كل ما يقوم به “حزب الله” على الجبهة الجنوبية من خلال مواقف علنية، علما ان الجو العام المسيحي بات اليوم بغالبيته معارضا لدور الحزب في هذه الحرب.

ان موقف “المردة” مستمر على حاله حتى لو اثر على حظوظ رئيس التيار سليمان فرنجية الرئاسية، على اعتبار ان قوة الدفع الرئيسية للرجل تأتي من دعم الحزب له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى