أخبار محلية

مَن قصد الراعي بكلامه الناري؟

توجّه البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، في عظة الأحد، إلى النواب الذين سيجتمعون غدًا الثلثاء لتشريع التمديد للمجالس البلدية والاختيارية” بكلام ناري، حيث قال لهم: “كيف رفضتم الاجتماع، لغاية تاريخه، لانتخاب رئيس للجمهوريّة، واستمريتم في الفراغ الرّئاسي، واليوم تجتمعون بكلّ سهولة وتؤمّنون النصاب من أجل تأجيل استحقاق دستوري آخر وطني وديمقراطي، هو إجراء الانتخابات البلديّة والاختيارية، وبذلك تمنعون المواطنين من حقهم الدستوري في التّعبير عن رأيهم وإيصال من يرونه مناسبًا”.

 

هذا الكلام لم يكن المقصود به نواب كتلتي “الوفاء للمقاومة” و”التنمية والتحرير”، بل المقصود هم نواب تكتل “لبنان القوي”، محمّلًا إياهم، ولو لم يسمّهم، مسؤولية تعطيل جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبالتالي مسؤولية تعطيل الانتخابات البلدية والاختيارية في مواعيدها الدستورية.
وفي رأي بعض المتماهين مع مواقف بكركي الوطنية أن كلام البطريرك الراعي العالي السقف هو مقدمة لتسمية الأشياء بأسمائها، والخروج من نمطية التعميم إلى التخصيص، خصوصًا بعدما بلغت أوضاع البلاد والعباد مستويات غير مسبوقة من الاهتراء والاستنزاف، إذ أنه لم يعد السكوت عن طمس الحقائق جائزًا، وذلك قبل أن تتفلت الأمور من عقالها، ولا يعود ينفع الندم والتحسّر والبكاء على الأطلال.

وكان الراعي قال في عظة قداس الاحد: لقد “تفانوا بكل جهد” في عدم انتخاب رئيس للجمهورية وفي تكريس الفراغ في الرئاسة الأولى، وشل المؤسسات الدستورية، مجلس نواب وحكومة وإدارات عامة، منذ ستة أشهر. فرموا البلاد في الإنهيار الكامل اقتصاديا وماليا وإنمائيا وإجتماعيا. ثم عادوا بذات “التفاني و الجهود “ليمددوا للمجالس البلدية والإختيارية، -ويا للسخرية – ظنا منهم انهم بذلك يبررون عدم إمكانية إنتخاب رئيس للجمهورية”. وسأل نواب الأمة: “كيف رفضتم الإجتماع، لغاية تاريخه، لانتخاب رئيس للجمهورية، واستمررتم في الفراغ الرئاسي، واليوم تجتمعون بكل سهولة وتؤمنون النصاب من أجل تأجيل إستحقاق دستوري آخر وطني وديموقراطي، هو إجراء الإنتخابات البلدية والإختيارية، وبذلك تمنعون المواطنين من حقهم الدستوري في التعبير عن رأيهم وإيصال من يرونه مناسبا. إنكم بكل سهولة تستخفون بالشعب والدستور وتجددون لأشخاص انتهت مدة ولايتهم التي أعطاهم إياها الشعب بالوكالة. يا لسخافة السبب المخجل وهو عدم وجود مال لتغطية أكلاف الإنتخابات! لماذا لم تؤمنوا المال قبل الوصول إلى أجل هذا الإستحقاق؟
وختم الراعي: “كيف توفقون بين خفة قرار تمديد ولاية المجالس البلدية، وجدية العمل الطويل الذي قامت به وزارة الداخلية والبلديات لإعداد الهيئات الناخبة وتنظيمها، وطلبت من الحكومة في شهر كانون الثاني الماضي الإعتمادات اللازمة والمحددة لاجراء هذه الانتخابات؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى