أبرز الأخبار

حياد سياسي مفخّخ ومغمّس بالدم والمجازر!

 

ألمحامي لوسيان عون

آخر نظريات العبقرية الموسمية المتعطشة الى المناصب والسلطة تلك التي اطلقها أحد اللاهثين وراء كرسي الرئاسة، وهو يراهن على متغيرات طال انتظارها من امكانية رفع العقوبات عنه الى قلب الموازين وتبدل في السياسات الخارجية والتحالفات على غرار خلع رداء، وارتداء آخر، كيف لا وجسمه لبيس!
كل شيء يهون أمام الانفصام السياسي الذي يلعبه وهو أشبه باللعب على الحبال وإتقان مقولة ” رِجل في البور وأخرى في الفلاحة”….
هذا إرضاء في الوقت عينه للخصم والعدو والصديق والحليف والحردان والمستاء.
لكن أن يتحفنا الرجل بنظرية : ” تحييد الكيان عن الصراعات إلا عن سوريا وإسرائيل”
فتلك نظرية قائمة على خلفية الغوص في الممالقة حتى الثمالة أم تسديد فواتير، أم بيع مواقف بالجملة والمفرق ،أم قد تشكل هلوسة سياسية يعجز عن فك شيفرتها كبار ضباط الاستخبارات والمحللين المخضرمين والسفراء والدبلوماسيين لما تنطوي عليه من أطروحة غير مسبوقة تضم ألغازاً في السياسة والأمن والإدارة وعلوم الحكم والانظمة……
يريد الرجل تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية ،لكنه يصوم ويصلي أن يغرق الوطن بحروب السوريين والاسرائيليين على ارضه، ربما لم يقرأ تاريخاً لم يعشه قبل ولادته، حروباً اهلية مدمرة كان نجماها دولتان هما اسرائيل وسوريا محورها القضية الفلسطينية بعد نكسة فلسطين عام ١٩٤٧، قبلها كان لبنان يخرج من تداعيات حربين عالميتين، وقبلها الاحتلال العثماني، قبل أن يتحول اتفاق القاهرة عام ١٩٦٩ الى قنبلة فجّرت الصراعات والحروب الاهلية عامودياً وأفقياً فكان أن اجهزت على لبنان النهضة والثقافة والمنارة ومعبراً بين الشرق والغرب لبنان السرية المصرفية والسياحة والاقتصاد الحر.
آخر صرعات الموسم السياحية إطلاق شعلة نظرية سريالية ” تحريرية” تزايد على ” المقاومة” وتسبقها بأشواط ،تبغي الحياد لكنها تحاكي الغوص في الصراع الاسرائيلي – السوري – الفلسطيني حتى آخر شهيد ومهاجر ومعوق وفقير….
نظرية تنادي بالشيء وضده،
نظرية الاذكياء المبدعين الفلاسفة الارستقراطيين والإقطاعيين….
انها نظرية الشيء ونقيضه…
فالرجل مع الحياد وضده
مع تحرير فلسطين وضده
مع تحرير القدس وضده
مع قتال حزب الله في سوريا وضده….
يا له من انعدام الاتزان السياسي والنفسي في أخذ المواقف والخيارات السياسية…
قد صح فيه القول : ” لقد فسّر الماء بالماء”
انها خريطة طريق مرشّح للرئاسة، ترشح ام لم يترشح بعد، مرشح طبيعي او غير طبيعي، ولا أوضح من هذا البرنامج ” الصريح ” و”الشفاف”! …
هو مع الحياد إلا الإنغماس في الحرب السورية – الإسرائيلية على أرضنا!.
اوليس هذا قمة الغرق في اطول حرب مدمرة عاشتها منطقتنا،
وبين دولتين خصمتين سئمتا الحروب والمواجهات وهما عائدتين من الحروب المدمرة…
ها هو نابليون يرتدي جعبته ويستعد للانغماس في حرب مدمرة طاحنة قد تطيح بالاخضر واليابس،
مع الحياد وضده في آن ،
حرب لفظها ارباب الحروب واسيادها عنيت به الرئيس الاسد، ففتش عن المطبعين وارتمى في أحضانهم… فتخلى عن مقاطعة إسرائيل والمتواصلين معها والمطبعين واياها…. ،
” فهمتَ شيئاً وغابت عنك أشياء”…
فهمتَ اللف والدوران والممالقة والمسايرة واللعب على الحبال، فكان تطور في مخيلتك وبات لعبك على الحياد نفسه… وأي حياد في لحظة استحضار المدافع والصواريخ والحروب والمجازر…
اي حياد هو هذا الذي لم تعرفه دروس ابرز الكليات العسكرية في العالم، ولا ضباط الاركان ولا المفاهيم العسكرية الاكثر تطوراً في العالم….
بئس اولئك السياسيين الذين باتوا يحاضرون في علوم عسكرية وتحليلات ومواقف قد تعلق في اذهان انصارهم لكنها أضحت مدعاة للسخرية عند العارفين والمطلعين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى