أبرز الأخبار

الحريري له تمثيله ولكن عليه محاسبة نادر ونهاد وعيتاني على بيعهم القضية

الكلمة اونلاين

نوال أبو حيدر

من الواضح أنّ الرئيس سعد الحريري لا يزال يمتلك قاعدة واسعة وتقديرًا من عدّة قوى سياسية، نظرًا لشخصه المسالم وميله الإيجابي في العمل العام، وبات بعد تعليق عمله السياسي، يحضر إلى لبنان في المناسبات، كما هذه السنة سيحضر لإحياء ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، ويسود الكلام بأنّ عمل الحريري سيكون تأسيسيًا لمراحل سابقة، بحيث تتباين القراءات، وقد يحمل مشروعًا سياسيًا جديدًا.

حول ذلك، رأى الصحافي وجدي العريضي الذي كان مقربًا من الرئيس الشهيد رفيق الحريري أنّ “لا شك بأنّه من البديهي مجيء الحريري إلى لبنان للمشاركة في ذكرى استشهاد والده ، لكن هذه المرة وبشكل مغاير عن المرات السابقة هناك كلام إعلامي وسياسي من قبل بعض المقربين منه، بأنّه عائد لقطع الطريق على المتطرفين في السنّة باعتباره يمثل الإعتدال، وعلى أمور كثيرة أخرى تجري في البلد”، مضيفًا ” لا أخف أن البعض من الذين كانوا حوله ساهموا في إضعافه سياسيًا، وتحديدًا مدير مكتبه آنذاك نادر الحريري ووزير الداخلية السابق نهاد المشنوق الذين أسسوا مصارف ومؤسسات بعضها تخضع للقضاء بتهم الفساد، أسوة ب”إنكربت” التي بات ملفها عند المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، وغيرهم، وأوصلوه إلى ما وصل إليه بعد أن كان الرئيس ميشال عون خيارهم، من خلال كل الأمور التي قاموا بها في تلك الحقبة، بمعنى “الزكزكة” على العلاقة التاريخية مع المملكة العربية السعودية، واليوم هناك من يروج بأنّ الحريري يمثل الأكثرية السنية، ونحن لا نشكك في شعبيته، هذا وبالإضافة إلى قضايا الفساد المتعلقة بالنائب السابق هشام عيتاني”.

وفي سياقٍ متصل، اعتبر أنّه “طبعًا هناك خلفيات وأهداف ومرامي باتت مكشوفة ومعروفة، بالترويج لعودته للشروع في العمل السياسي وليكون رئيس الحكومة المقبل وسوى ذلك من السيناريوهات”، ويمكنني القول بشكل قاطع وحاسم وحازم أنّه “وتاريخيًا لا يمكن أن يأتي رئيس للحكومة في لبنان بمعزل عن المملكة العربية السعودية، وعودة الحريري لن تتم إلى لبنان لعودة ممارسته السياسية بدون موافقة المملكة، لأن القرار هو قرار سعودي، فكما بكركي تتبع للفاتيكان والثنائي الشيعي يتبع لإيران، وكذلك فإن السرايا ودار الفتوى لهما صلة تاريخية مع الرياض”.

 

وأضاف العريضي: “الرئيس الحريري كان يدعو دائمًا لمحاسبة الفاسدين والمرتكبين، وأنّه في حال لم يحاسب هؤلاء فلا نفع بعودته، طالما أن أبرز الدائرة الضيقة المقربة منه قامت بشتّى عمليات الفساد والإرتكابات والصفقات وأدّت إلى ما أوصلته إليه، فكانت هناك تغطية لوصول الرئيس ميشال عون إلى قصر بعبدا، وهذه التجربة لن تتكرر مرة أخرى على الإطلاق، ولن يأتي رئيس جمهورية على غرار عون، وبمعنى أوضح المملكة العربية السعودية لاعب أساسي في اللجنة الخماسية، ولن يأتي رئيس دون أن توافق عليه”.

ومن هذا المنطلق، أوضح العريضي أنّ “ما جرى في السابق من قبل نهاد المشنوق ونادر الحريري والبعض الآخر من الإعلاميين للتشويش على العلاقة مع المملكة، لذا يجب على الرئيس الحريري أن يحاسبهم وإلا كيف سيكون الحساب لكل المرتكبين والفاسدين؟!”.

كما باعا كل من المشنوق ونادر الحريري، “الرئيس سعد الحريري” وقضية استشهاد والده من خلال علاقتهم بحزب الله، فكان لهم فسادهم ومصالحهم وتعدياتهم على السعودية، وشدّد العريضي أنّه “على غرار ما قام به رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بفتح علاقة مع حزب الله والوصول إلى تسوية رئاسية وصولاً إلى العلاقة مع تيار المستقبل، في حين أنّه كان هناك أيضًا صفقة قام بها كل من نهاد المشنوق ونادر الحريري، أيضًا بهدف إيصال عون إلى بعبدا، عبر فتح خط مع حزب الله، وعبر لقاءات حصلت مع رئيس وحدة الإرتباط الحاج وفيق صفا، وكل ذلك جاء بشكل منافٍ لما كانت تقوم به المحكمة الدولية، ما أدّى إلى طي صفحة المحكمة الدولية، وإغلاق الملف، بسبب تواصل هؤلاء مع الحزب والتناغم بينهما، كأنه بطريقة أو بأخرى هدر دم الشهيد رفيق الحريري مرة أخرى”.

وعن مواقف المشنوق ومهاجمته للسعودية حين تم توقيف الحريري وتقديم الدعم للإفراج عنه في السابق، ختم العريضي: “جميع مواقفه صبّت في خانة الحملات على المملكة العربية السعودية، بمعنى أنّه لم يكن يدافع عن سعد الحريري بمقدار ما كان يريد الوصول إلى رئاسة الحكومة لصالح حزب الله، لأنّه يتعذر وصوله إليها دون إجماعًا سنيًا ووطنيًا برضى ودعم المملكة او يأتي رئيس حكومة برضى ودعم من الحزب”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى