أخبار محلية

الثقة غائبة بين مجد حرب والكتائب.. تحالف الضعيف مع الأضعف

استغرب بعض المتابعين لمسيرة آل حرب السياسيّة من تصريحات النائب سامي الجميل يوم اعلان تبنيه لترشيح مجد بطرس حرب إلى الانتخابات النيابية من الصيفي حيث قال أن مجد حرب وفي حال عبوره إلى مجلس النواب سينضم إلى تكتل حزب الكتائب!

كما أن الاستغراب الكبير هو بما يخص عامل الخجل الذي جعل المفاوضات سرية للغاية، وقد اغفلوا عن اعلان توقيع مجد حرب على كتاب يتضمن قبوله بالانضمام للتكتل، هنا تبرز الثقة المتزعزة والغائبة أصلًا عن العلاقة بين الكتائب من جهة وبين مجد حرب من جهة أخرى.

كما استغربوا دور وحضور أمين عام حزب الكتائب سيرج داغر مع العديد من الكتائبيين حفل اعلان ترشح مجد حرب في البترون.

ومن يتابع مسيرة والده الوزير والنائب السابق بطرس حرب يدرك جيدا كم من الضغوطات والإغراءات واجهته في مسيرته السياسية للدخول في كتلة حزبية، وما باءت الا بالفشل.

إذ فضل الاحتفاظ بقاعدته الشعبية باطارٍ عائليّ صلب تسهل قيادته والتحكم به على مشاركة قاعدته مع أي حزب أو تيار.

وهو قد تمكن من خلال علاقته المميزة مع النائب السابق أنطوان زهرا من لجم دور مركز القوات اللبنانية في تنورين، لا وبل رفض عرض القوات له بالترشّح على لوائحها مقابل الإنضمام لتكتلها النيابي!
فكيف يقبل الإبن بعقد صفقةٍ مع طرفٍ ضعيف حيث رفض الأب عقدها مع طرفٍ قوي؟

هنا تجدر الإشارة إلى أن الشيخ بطرس حرب رفض زمن انتخابات ٢٠١٨ عروض سامر سعادة المتكررة له بالانسحاب من لائحة المردة-القومي والإنضمام الى لائحة يشكلاها مع حزب الكتائب ومع بعض الشخصيات المستقلة، حيث كان سامر سعادة يستعد للتضحية بنتيجته الانتخابية لحساب بطرس حرب الذي فضل الاستمرار بتحالفه الانتخابي مع المردة-القومي، وقامت حملته الترويجية آنذاك على فكرة “رفض الأحزاب”!

لا شيء يفسر هذا التبدل في السلوك الانتخابي لآل حرب سوى ضعف موقعهم في المفاوضة! فعندما كان الأب يعتقد أن أرقامه تفوق الواقع تصرف كالطرف الأقوى أمام عروضات الكتائب والقوات، أما عندما عرف الابن واقع أرقامه وعندما اصطدم بالاستبعاد والتهميش القواتي هرع للقبول بالعرض الكتائبي الذي لم يكن ليُعرَض عليه بهذا الكَرَم لو كانت مُجدية لصاحبها!

هنا حمل مجد حرب ميراث عائلته الطويل في التميّز والاستقلالية وأهداها لطرفٍ أضعف منه، فكيف سيكون الاقتراع لمن استسهل الوصاية الكتائبية مجديًا في وجه الإحتلال الإيراني؟

 

المصدر : موقع VDLnews

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى