أخبار محلية

“همروجة” الجميزة.. “الحرس القديم” يبحث عن عون “المخلّص”

كتبت ماريان طوق في “السياسة”:

بعد تخطّي رئيس الجمهورية ميشال عون عتبة الكنيسة في الجميزة، تحوّلت من مكان لعبادة الله إلى ما يشبه تظاهرة انتخابية حاشدة.

حيث قام “الحرس القديم” بعراضة لافتة، ارتفعت خلالها التصفيقات والهتافات لمغازلة “الجنرال” حتى علت على أصوات الأجراس والترانيم.

تأليه الزعيم ليس بالمشهد الجديد، إنما هذه “العراضة” جاءت في غير مكانها خارقة قدسية المكان والمناسبة، وفقًا لعدد من المتابعين ومن هذه النقطة بدأت الانتقادات.

كثر من اللّبنانيين أعربوا عن انزعاجهم من هذا المشهد، على اعتبار أنّ الحالة الحرجة التي يمرّ بها لبنان تحتّم القليل من الوعي والتغيير. متعجّبين من هذا التعلق على الرغم من كل المآسي.

المعالجة النفسية ريتا الحاج، لفتت في حديثها لـ “السياسة” إلى أنّ ما حصل مرتبط تمامًا بنظرية التعلق التي ابتكرها الطبيب النفسي جون بولبي حيث يصف “التعلّق” بالعلاقة التي يخلقها الطفل مع أهله. ويشدّد بولبي على أن هذه العلاقة لها أهمية بالنسبة لتحديد جودة العلاقات التي يكونها كل طفل في حياته لاحقًا.

وتابعت ” الكثير من الدراسات تمحورت حول دراسة نظرية التعلّق والقيادة، وكيف يؤثران على بعضهما. وأثبتت أنّ الأشخاص يرون القائد كما يرون أهلهم. كما لو أنّه من يقودهم للطريق الصحيح و إلى برّ الأمان”.

وفي تفاصيل ما حصل في الكنيسة البارحة، اعتبرت أنّ هؤلاء الأشخاص عبّروا عن شعورهم وعن تعلّقهم بهذا الزعيم الذي يعطيهم الإحساس بالأمان والحماية.

وقد أشارت إلى أنّ عدة دراسات رأت أنّ هذا الشعور يعكس الحاجة للحماية من شخص أقوى لا يختفي مع التقدم في العمر والنضج، لذلك ومع مشهدية “الحرس القديم” وبالرغم من مرور السنوات لا تزال هذه الأحاسيس مرسّخة.

ورأت أنّ نظرة الجيل الجديد للقائد مختلفة تمامًا، وهذا ما يبرّر التباين في الآراء بين من تفاخر في حدث البارحة ومن امتعض منه.

وعليه، بكلمات ثلاث “الله لبنان عون وبس” احتفل “الحرس القديم” بعيد مار مارون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى