أخبار محلية

هدية ميلادية لباسيل من الحزب

الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

قرر رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل وضع كل اوراقه على الطاولة بملف قيادة الجيش. هو يعتبر انه لم يعد هناك حاجة لتجميل موقفه المعارض بقوة لعون فالممتعضون داخل “التيار” تأقلموا الى حد بعيد مع التوجه الباسيلي هذا، كما باتوا على قناعة ان امتعاضهم بوضع التيار بمواجهة قائد الجيش لن يؤثر على موقف او قرار رئيس حزبهم.

 

حاول كثيرون منهم تبني رواية باسيل بأن العماد عون غير وفي وخائن وينفذ أجندة خارجية حتى انه يخالف القوانين، لكن قسما كبيرا يعلم تماما ان الحملة الكبرى عليه سببها الرئيسي انه لم يساير باسيل وينفذ اجندته السياسية في السنوات الماضية كما اعتاد ان يفعل الوزراء والنواب الذين يسميهم..كما انه لم يعد خافيا ان وجود عون كمرشح اساسي على الحلبة الرئاسية يحظى بكل هذا الدعم الدولي يستفز رئيس “الوطني الحر” الذي لا يزال مقتنعا بأنه من يجب ان يخلف الرئيس ميشال عون بسدة الرئاسة او ان يكون الشخص الذي يسمي الرئيس العتيد.

 

 

الا ان كل هذه العوامل المستفزة لباسيل في ميل، وتكتل خصومه السياسيين اللدودين لدعم عون بوجهه في ميل آخر ويجعل المعركة لاسقاط التمديد اشبه بمعركة مصيرية لرئيس “التيار”. هو اكثر من سعيد راهنا بتخبط القوى الداعمة لتأجيل التسريح وبلعبة الping pong بين الحكومة والمجلس النيابي اللذين يتقاذفان الطابة، ما يجعله يتمنى ان يكون السيناريو الذي بدأ التداول به لجهة وجود قرار ضمني باقرار التمديد في مجلس النواب على ان يسقط بعد الطعن به، هدية ميلادية يقدمها حزب الله الذي لا يزال يلتزم الى حد ما الصمت وينتهج سياسة الغموض في تناول الملف، له على طبق من فضة.

 

 

ويبقى ما سبق واحدا من السيناريوهات المتداول بها لن تُسقطها الا الوقائع خلال حد اقصى مطلع الاسبوع المقبل. الا انه ووفق المعطيات الراهنة يبقى هناك سؤال اساسي يطرح نفسه اليوم الا وهو “لماذا يستفز جوزيف عون باسيل ولا يستفز حزب الله؟!” فحتى لو صح ان الحزب يعمل على خطة لإسقاط التمديد الا ان كل المعطيات تؤكد انه لا يكن للعماد عون الا المودة والاحترام، فالتجربة معه، وبحسب مصادر قريبة من الحزب، كانت جيدة جدا على مدار السنوات الماضية ومنذ توليه القيادة. وتضيف المصادر:”الحزب يؤيد التمدد كما التعيين واي مخرج آخر شرط ان يكون دستوريا ولا يخضع للطعن ويعيدنا الى نقطة الصفر في هذا الملف”.

 

 

ويبدو مستغربا اذا صح ما يتهم به باسيل قائد الجيش لجهة تنفيذه اجندات خارجية وبالتحديد غربية ان يكون هو المستفز من هذا الوضع اكثر منه حزب الله! خاصة وان معظم الاجندات الغربية يفترض انها تهدف لتقليص دور حزب الله وتحجيمه. وتعتبر مصادر معنية بالملف ان “باسيل اقحم في مؤتمره الصحافي الاخير ما يتردد عن تمسك دولي بعون “لتنفيذ سياسة الغرب بما يتعلق باسرائيل وحزب الله والمرتبطة بموضوع المنطقة العازلة” ظنا انه بذلك يساهم في تحريض الحزب على عون، فاذا كان قد اتخذ قرار التمديد له، قد يعيد النظر فيه. واذا كان مترددا يساعده في اتخاذ قرار يخدم مصالح رئيس التيار”.

 

 

بالمحصلة، هي معركة كسر عضم قرر ان يخوضها باسيل.. نجاحه فيها سيعني اقصاء العماد عون كليا عن الحلبة الرئاسية، لكن الا يدرك انه بذلك يعزز من حيث يدري او لا يدري حظوظ غريمه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية في مرحلة المفاوضات والتسويات الكبرى التي لن يقبل فيها حزب الله كسر اقله بالمعادلة الداخلية؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى