أبرز الأخبار

جريمة ليال …ليست العمالة بل معارضة “الحزب”

بقلم جوزيان الحاج موسى

يأخذ البعض على عاتقه تصنيف الناس بين الخائن والعميل، الوطني والشريف، وكأنهم مكلّفون بالتصنيف أو يحملون وكالة تخوّلهم التمييز بين اللبنانيين.
هم لا يكتفون بإطلاق النعوت فحسب، بل ينبرون الى رفع الدعاوى، وخلفيتهم لا يجهلها أحد ومحرّكوهم معروفون.

إنها ثقافة “حزب الله” ولو عبر أدوات ٍ تابعة ٍ له، ولكننا عاجزون عن اتقانها وفهمها بعمق.
إنما السؤال: عن أي ثقافة نتحدث؟

بالطبع، ثقافة التخوين السياسي.

التخوين السياسي، هو الانحياز غير المبرر لفكرةٍ معينة على حساب الأخرى، دافعه الوحيد تشتيت الحقائق، وإثارة الكراهية وتصنيف الناس وجرّهم ظلما ً الى القضاء.
التخوين السياسي، مرادف للظلم، معاد ٍ للاختلاف في الرأي السياسي الحر. وهذا ما يتقنه الحزب بالطرق المباشرة وغير المباشرة. فكل من يُعارض رأيه (الذي لم نوافق عليه في الأصل) يجد نفسه معرّضا ً لأشكال التمييز والظلم والادعاء كافة.
ولكنّ المفارقة هنا، أنّ الحزب الله هو من يضع معايير الخائن والمطبِّع والعميل. فعلى سبيل المثال ، وعلى وقع صدور مذكرة بحث ٍ وتحرٍ بحق الزميلة الإعلامية ليال الاختيار من قبل النيابة العامة العسكرية في لبنان، إثر إخبار تقدّم به مقربون من “حزب الله” على خلفية استضافتها عبر شاشة العربية الناطق باسم الجيش الاسرائيلي، افيخاي أدرعي، وما نعتبره بمثابة استهداف للصحافة وقيمها، وكذلك للنهج الإعلامي المهني، والتغطيات الإخبارية المحترفة والمتوازنة.

مِن حقّنا أن نسأل: هل تناست الجهات الأمنية والمقربون من “حزب الله” المقابلات التي قام العديد من الزملاء اللبنانيين في أكثر من محطة ٍ عربية يعملون فيها مع مسؤولين ومحللين إسرائيليين منذ زمن، ومِن بين هؤلاء الإعلاميين مثلا ً الإعلامي حسن جمّول في قناة الجزيرة الذي أجرى بدوره مقابلة ً مع الناطق باسم الجيش الاسرائيلي، افيخاي أدرعي في عام 2014.
حسن جمول الصحفي اللبناني، الذي بدأ مسيرته المهنية كمذيع في إذاعة النور الناطقة باسم الحزب قبل أن ينتقل إلى مقدّم برامج في محطة ‘NBN’ اللبنانية وأحد رؤساء تحرير نشراتها الإخبارية. ثم التحق عام 2003 بقناة ‘الجزيرة’.

جمّول وفي مقابلة صحافية أجراها مع موقع القدس الاخباري في العام ٢٠٠٩، ولدى سؤاله عن شعوره كون قناة الجزيرة تستقبل عدداً من المسؤولين الإسرائيليين لاسيما عندما يبررون قتلهم الأبرياء من الفلسطينيين؟ أجاب: أجري مقابلات ٍ عبر الساتلايت مع المسؤولين الإسرائيليين من زاوية إعلامية بحتة، وبناء على السياسة التي تتبعها المحطة والقائمة على مبدأ الرأي والرأي الأخر. وغيره من الإعلاميين اللبنانيين الخضرمين العاملين بمحطات فضائية.

وهنا نتساءل، لماذا يُميّز رافعو الدعوى بين إعلامي وآخر، ولماذا استهداف ليال الاختيار، هل لمواقفها المعروفة عبر منصاتها الرقمية من الحزب ومحور الممانعة.
أو لا يُفترضُ أن يُكال الجميع بالمكيال نفسه، علما ً أننا نعتبر أن هذه الاستضافات تتمّ منذ عقدين وأكثر من قبل صحافيين لبنانيين عدة عبر المحطات العربية، ولم يكن هناك أي اعتراض.

نعود الى الداخل اللبناني، وللمفارقة فإنّ الكثير ممّن تعاملوا مع اسرائيل في لبنان كانوا في وقت من الاوقات منتمين أو قريبين من الحزب.
كما أن كلّ اتفاق مع إسرائيل بحراً جواً وبرا ًوراءه حامي الوطن “حزب الله”، حيث لا يجرؤ أحد على الموافقة عليه من دون أخذ “بركة” الحزب.

سياسة التصنيف وتوزيع شهادات الوطنية، ليست حكرا ً على أحد، فكيف بمناصري الحزب وجيشه الإلكتروني المجاهرين بالتبعية لإيران والحصول على المال والسلاح وكلّ الدعم منها، فمَن ” تحت إبطه مسلّة تنعره”.
وإذا كانت إسرائيل عدوّة من دون شكّ، فإنّ إيران تعمل لأجندتها ومصلحتها، وأدواتها في لبنان يتّهمون الغير بما هُم فيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى