أبرز الأخبار

أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء ١٤ / ١١ / ٢٠٢٣

 كتبت النهار

مع اقتناعي التام حتى اليوم، بعدم وقوع الحرب الشاملة، وبلوغها العاصمة بيروت التي تصدُر التهديدات لها تباعا، بناء لمعطيات “عقلانية” وحسابات الجدوى منها لكل اطرافها الاساسيين، اذ ليس من رابح في الحرب، رغم كل الدعاية الحربية والتصاريح التي يطلقها كل طرف من وجهة نظره، خصوصا ان بعض الانتصارات ايضا وجهة نظر، اذ تتم التعمية على خسائرها المحققة. لكن الانزلاق الى الحرب يظل امرا ممكناً وسهل الوقوع اذ لا يحتاج الامر الى جهد كبير، والى قرارات مدروسة بشكل جيد، بل على العكس، يمكن ان يقود التطرف والجنون والحسابات الخاطئة الى الحرب.

حاليا، ورغم اقتناع اكيد، بان الولايات المتحدة الاميركية وكل حلفائها الغربيين، يحضون لبنان واسرائيل على عدم الانجرار الى حرب واسعة، وفي ظل عدم رغبة عربية بالتأكيد تطيل امد الازمات والصراعات وتتفجر في غير منطقة وبلد، مع بعض الظن بان ايران ايضا لا تشجع على هذا الخيار المكلف على كل المستويات، فان لاسرائيل حسابات مختلفة.

رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يبلغ مرحلة الافول السياسي، ويحتاج الى نصر جزئي يحفظ له بعضا من كرامته فلا ينهي حياته ذليلا، وهو يحاول ان يطيل من عمر الحرب على غزة، لئلا ينقلب عليه المجتمع الاسرائيلي ويتفرغ لمحاكمته على اهماله وعلى فشله السابق وايضا المتوقع في القطاع اذ لا يمكن اجتثاث حركة “حماس” من جذورها كما يأمل، لانها ليست قوة دخيلة على المجتمع الغزاوي يمكن ترحيلها، اضافة الى فشل مشروع الترانسفير الى طابا المستمر منذ نصف قرن.

بالامس كتب آفي يسسخاروف في “يديعوت” انه “من المستحيل تجاهل ما أصبح على نحو متزايد واحدا من أعظم الكوابيس السياسية التي عرفناها (..) غالبية العالم ينظر إلينا، نحن الإسرائيليين، كإرهابيين، في حين ينظر إلى يحيى السنوار ورفاقه الذين يقودون حماس كمقاتلين من أجل الحرية يتلقون الإشادة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الرأي العام الأميركي والبريطاني، وبالطبع في الدول العربية”.

ويتابع: “إن ما يحدث في الأيام الأخيرة هو أحد أكبر الإخفاقات السياسية والديبلوماسية العامة التي عرفتها إسرائيل على الإطلاق، وربما الأكبر بالنظر إلى الطريقة التي بدأت بها الحرب”.

هذا الكم من الاحباط المتقدم لدى المجتمع الاسرائيلي، ولدى قيادته بالطبع يمكن ان يدفع الى اسلوب الهروب الى الامام، وليس امام تلك القيادة الا لبنان في هذا المجال، خصوصا ان قوة “حزب الله” الحربية تتعاظم، ويكشف يوما بعد اخر عن ترسانة تهدد امن اسرائيل مستقبلا.

لذا يرى محللون ان الوقت بات مناسبا للهجوم على “حزب الله” عبر ضرب مرافق حيوية في لبنان تجعل المجتمع المنقسم على ذاته ينتفض على الحزب المذكور. وهي حسابات خاطئة لاسباب معقدة كثيرة.

وبعد التهديدات المتكررة على لسان الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مشدداً على أن “حزب الله يجر لبنان نحو حرب قد تقع، واللبنانيون سيدفعون الثمن”. واضاف: “سكان بيروت قد ينتهي بهم الأمر إلى وضع سكان غزة”.

كذلك نشرت القناة 14 الإسرائيلية ان “الجيش أبلغ المستوى السياسي الإسرائيلي بأن الوضع مناسب الآن لبدء حرب على الجبهة الشمالية مع ‎لبنان”.

لكن “يديعوت أحرونوت” وصحفا أخرى تتحدث عن خلاف أميركي اسرائيلي حول فتح جبهة لبنان، وهو ما يمكن ان يلجم اندفاعة اسرائيلية انتحارية. فأي خيار سيتقدم في المقبل من الايام؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى