أبرز الأخبار

فوز دنيز طوق على شقيقتها ستريدا وخسر جعجع مصداقيته كقائد لجميع القواتيين.

"ليبانون ديبايت"- المحرّر السياسي

عكست الانتخابات الداخلية القواتية صورة غير مشجعة لمسار الديمقراطية في هذا الحزب، وبدل أن يكون رئيسه الدكتور سمير جعجع الأب الجامع للقواتيين والراعي الصالح لكافة الرفاق، إنقلب على هذا الدور ودخل بقرار غير مبرر في لعبة الأسماء ليفضل بين مرشح وآخر على رغم يقينه أن كافة ولاء المرشحين بتاريخهم وحاضرهم للقوات لا غبار عليه.

أما ما شاب الانتخابات التي يمكن وصفها بـ “المعلّبة” فهو أسلوب الضغط على المرشحين غير المنتسبين للائحة معراب التي سرّبها قياديون بارزون في القوات أولهم المسؤول الأمني سيمون مسلم، وروّج لها بكل وقاحة مستشار جعجع إيلي براغيد الذي لم يعر أي إهتمام لمركزه الحزبي موجهًا أبشع التهم إلى من “تجرأ حيث لا يجرؤ الآخرون” واستمر بترشحه رغم ضغوطات العائلة المالكة.

بالإصافة إلى إفتقار الانتخابات لأبسط قواعد الديمقراطية، برزت جملة مخالفات للضغط منها:

– وقوف جهاز الانتخابات في القوات اللبنانية مع الناخبين أثناء الإدلاء بأصواتهم للتأكد من الأسماء التي يدلون بأصواتهم لها، ويوجد صور توثق هذه المخالفة الفاضحة.

– حرمان المرشحين من لوائح الشطب أو عدد الناخبين في الدائرة بحجج أمنية مما اشعر المرشحين غير المحظيين بالغبن وتركهم دون عدة الشغل الانتخابية.

– إدخال “التصويت الإلكتروني” في الانتخابات مما مكّن معراب من الاطلاع على النتائج مباشرة وإعطائها قدرة على التدخل لـ “دوزنه” سير الانتخابات لا سيما أن ذلك ترافق مع تسريب تحذيرات مبطنة أن معراب تطلع مباشرة لصالح من صوت هذا الناخب أو ذاك، خصوصًا أن عددًا كبيرًا من الناخبين هم تحت رحمة جعجع أو بعض كبار الموظفين القواتيين بما يتعلق بالتقديمات الاجتماعية والطبية والتعليمية.

– منع المرشحين أن يكون لديهم مندوبين على صناديق الاقتراع فيما كانت لائحة معراب تحظى برعاية جهاز الانتخابات حيث كان يقف عناصره إلى جانب الناخبين أثناء الإدلاء بأصواتهم.

وبعيدًا عن هذه الشوائب التي تطيح بديمقراطية الانتخابات فإنّ الاعلان عن الانتخابات وما رافقها من تسريب للائحة معراب خلق توترًا عامًا في أوساط القواتيين وأحدث بلبلة حيث أبدى عدد منهم امتعاضًا مما سبق العملية الانتخابية وما رافقها، لا سيما أن هذه الأجواء الاستنسابية بالتعامل أحدثت شرخًا كبيرًا، وشعر ممن لم تشملهم “نعمة” الانضمام للائحة معراب بأنهم مستهدفون أمثال رياض عاقل ومايا الزغريني وبسام الناشف وايلي ابي طايع، الذين تعرّضوا لشتى أنواع الضغوطات من أجل الإنسحاب، وهو ما أدى إلى إنسحاب جاك غصن في زحلة.

حتى أن مسؤولين في القوات أقدموا على مخالفات جمة أبرزها ما قامت به مسؤولة قواتية التي سارعت إلى نشر “بوست” عبر مواقع التواصل الإجتماعي لـ 9 أسماء بعد فوز مرشحين بالتزكية، مما أثار بلبلة كبيرة واعتبر الأمر تدخلاً في سير الانتخابات قبل انطلاقها، مما دفع أحد المسؤولين الكبار إلى انتقادها.

ولم يتوقف الأمر هنا بل سارعت دنيز طوق (شقيقة ستريدا جعجع) والتي عملت بكامل طاقتها لإنجاح مايا الزغريني إلى الردّ على المسؤولة القواتية بشكل قاسٍ، لتتدخل القيادة وتطلب إزالة “البوست”.

وانتهت الانتخابات بفوز الزغريني وذلك للأسباب الآتية:

– مايا الزغريني قواتية الأصل ووالدها محامي جعجع عندما كان في السجن والذي كانت تزوره برفقة والدها عندما كانت لا تزال متدرجة فلا أحد يزايد عليها “بقواتيتها”.

– ناشطة على الأرض وتولت مناصب كثيرة في الحزب منها جهاز المرأة وكانت تزور كافة المناطق وكونت داتا قواتية عوضتها عن حرمانها من الحصول على لوائح الشطب.

– قامت بحملة انتخابية “Door to Door” في كسروان للنائب شوقي الدكاش في إنتخابات 2018.

وبالإضافة إلى نشاطها الاجتماعي الواسع ، فإن ما شكل نقطة الفرق قيمام مايا الزغريني بانشاء “Call Center” حيث تواصلت مع الناخبين من القواتيين فردًا فردًا من خلال رسائل “الواتسآب” والاتصالات الهاتفية.

ومع إطلاع جعجع ومعراب على النتائج بصورة أولية وشعورهم أن الفوز يكاد يقترب من الزغريني، أوعز بعد ظهر الأحد إلى المنسقين لتكثيف عملية الاقتراع لصالح منافسها وحرمانها من الأصوات.

ولكن النتيجة كانت لصالحها ففازت في الانتخابات ولكنها لم تفز برضى الحكيم، حيث سجّل “سلام جاف” بينهما بعد إعلان النتائج، وسجّل العديد من الإنتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي حول سير الانتخابات.

طويت صفحة الانتخابات التي سجّلت فوز دنيز طوق على شقيقتها ستريدا وخسر جعجع مصداقيته كقائد لجميع القواتيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى