أبرز الأخبار

شارل جبور “نجم” جولة باسيل

علاء الخوري:ليبانون فايلز

فتح موقف رئيس جهاز التواصل في حزب القوات اللبنانية والذي شن فيه هجوما عنيفا على المجموعات التي حوَّلت التظاهرة امام السفارة الاميركية في عوكر الى اعمال تخريب في بعض المصالح في المنطقة، شهية خصوم القوات الذين كالوا ما طاب لهم من كلام على مواقع التواصل الاجتماعي ضد معراب، فرأى عدد منهم انها لم تخرج من عباءة ماضيها ولا زالت قابعة في قاموس المفردات التي تعكس نواياها ضد كل ما يتصل بتاريخ المقاومة، في حين ذهب البعض الى تخوين القوات التي تضرب بعرض الحائط سُمعة المسلمين غير آبهة بفلسطين وطريق قدسها.
كلام جبور وصل الى مسامع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي تابع جيدا عبر مكتبه الاعلامي ومستشاريه ردود الفعل القوية على كلام المسؤول القواتي والرافضة لهذا النوع من الاهانات خصوصا من صقور المعارضة والذين يعدون أنفسهم قريبين من القوات، فقرر استغلال الموقف والانطلاق منه لاعادة تذكير الاطراف بـ “مشرقية” التيار ومبادئه الجامعة الرافضة لمثل هذه الخطابات التي تعيدنا برأيه الى زمن الحرب الاهلية، فبرز كلام مسؤول القوات كعنوان اساسي في جولة باسيل على المسؤولين ومنطلقا لعناوين وطنية يشدد عليه التيار. ففي كليمنصو استهل باسيل حديثه مع رئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط بـ “انعزالية” القوات التي عكسها جبور في موقفه، وأسهب الرجل في الحديث عن ذلك وفق ما تؤكد مصادر مطلعة على اللقاء، مشيرة الى ان الرجل شن هجوما عنيفا على القوات على اعتبار أنها تحصر تفكيرها بالمصلحة الضيقة المتعلقة بالحي والمنطقة، في حين أراد في هذه المرحلة كتيار وطني حر، أن يشدد على ضرورة الالتقاء كجبهة واحدة بعيدا عن الانقسامات السياسية الضيقة، واستعداده لتقديم مبادرات في هذا التوقيت لمواجهة التطورات في المنطقة، ما دفع بجنبلاط الى سؤاله عن المخاوف من فراغ داخل القيادة العسكرية وكيفية مواجهته اليوم قبل الغد، فكرر الرجل موقفه المتعلق بقائد الجيش العماد جوزاف عون لناحية رفض التمديد له والذهاب الى تعيين رئيس للأركان واعضاء المجلس العسكري، الا أن جنبلاط شدد في المقابل على ضرورة التيقن لما هو آت وما يتطلبه ذلك من تقديم بعض التنازلات بعيدا عن المواقف العدائية.

باسيل كرر هجومه على القوات وتحديدا على كلام جبور لدى أكثر من فريق التقاه في جولته بل كانت القوات حاضرة بشكل دائم في حديثه كحزب لم يخرج من ماضيه بدليل تصريحات مسؤوليه ومناصريه المتعلقة بالحرب على غزة وموقف المقاومة منها، ولينطلق بعدها الى عرض نقيض هذا الطرف في اشارة الى تياره السياسي الذي يقدم نفسه كطرف وطني جامع بدليل تحركه بطريقة عفوية لنصرة غزة وتقديم كل الدعم للمقاومة بلبنان.

تصريحات باسيل عن القوات والتي كانت أيضا محور تلاقي كبير بينه وبين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وصلت أصداؤها الى معراب والتي عبَّرت عن امتعاضها الكبير من اسلوب باسيل الذي ينتظر أي فرصة للهجوم على القوات، حيث يشير مقربون منها الى أن الرجل عندما يدقق بأرقام الاستطلاعات الشعبية داخل البيئة المسيحية وتراجعه بشكل كبير مقابل تقدم القوات، يبدأ حملاته الهجومية عليها ويستحضر عناوين لاستقطاب حلفائه وتحديدا حزب الله، في وقت تحصد القوات نتائج كبيرة في الجامعات على حساب التيار الوطني الحر. من هنا جاء موقف معراب الرافض لأي لقاء مباشر بين رئيس القوات سمير جعجع وباسيل وابقاء قنوات التواصل كما هي عليه وفق الاطار النيابي لأن ما يطرحه الرجل عبارة عن أفكار لملء الوقت من دون تقديم أي مبادرة جدية تتعلق بالاستحقاقات الكبيرة في البلاد واتخاذ موقف حاسم منها.

وبين الهجوم الباسيلي والامتعاض القواتي هل يُعيد المسيحيون تجاربهم التي خاضوها منذ اعلان دولة لبنان الكبير مرورا بميثاق الـ 43 وما نتج عنه من حروب أوصلتنا الى اتفاق الطائف وتسويات همشت دورهم كشريك أساسي في البلاد، في زمن تثبيت خرائط التقسيم التي انطلق قطارها في السابع من تشرين الاول 2023؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى