أبرز الأخبار

عودة التنسيق بين جنبلاط والحزب.. أجواء إيجابيّة وقابلة للتطوّر سياسيا

فور قيام حركة حماس بعملية “طوفان الاقصى” في السابع من الجاري، وتجاوزها التحصينات العسكرية الاسرائيلية، وقيامها بأسرِ عدد كبير من الإسرائيليين بين ضباط وجنود ومدنيين، وما تبعها من تهديدات اسرائيلية بإجتياح برّي لغزّة، سارع الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ومن دار الطائفة الدرزية للقول: “الهجوم على غزّة قد يرتدّ على الداخل اللبناني، ولذلك كان التواصل مع حزب الله بألا نستدرج الى الحرب، وفي الجنوب الاشتباكات قائمة، ولكن ندعو إلى عدم توسيع رقعتها”، وشدّد على ضرورة إتخاذ الاحتياطات وتحصين الداخل، لانّ إستدراجنا الى الحرب وارد، وقد تكون أقسى من حرب العام 2006، إذ آنذاك كان للبنان نوع من الحماية الخارجية والعربية، من فرنسا والسعودية ومصر، اما اليوم فالوضع مختلف، ودعا كوادره الى تجهيز مناطق الجبل وحاصبيا وراشيا لإستقبال اهالي الجنوب، الذين يشكلون القسم الاكبر من البيئة الحاضنة لحزب الله.

الى ذلك سارع البعض الى وصف هذا التقارب بالإنعطافة الجنبلاطية نحو حزب الله، الامر الذي أزعج الاشتراكيين بصورة خاصة، اذ إعتبروا إستغراب البعض لهذا التلاقي، ووصفه بـ “التكويعة ” ليس في مكانه، في حين من المفترض ان يعمل جميع الافرقاء من الموالاة والمعارضة، لمقاربة هذه المستجدات والتوافق على ان يكونوا يداً واحدة، وفق ما اشارت مصادر الاشتراكي لـ “الديار”، ودعت كل الاطراف السياسية الى فتح صفحة جديدة، على الرغم من الاختلافات السياسية القائمة بينهم، وتوحيد كلمتهم حول لبنان في ظل ما يمكن ان يتعرّض له من غزو وعدوان من قبل الاسرائيليين، معتبرة بأنّ هذا ليس تمايزاً جنبلاطياً بل رسالة الى الجميع بضرورة توحيد الكلمة.

في غضون ذلك، ومع بدء النزوح الجنوبي من المناطق الحدودية، وفتح جبهة الجنوب في اليوم التالي من العملية، جرّاء القصف الاسرائيلي المتواصل لغاية اليوم، بدأت المناطق اللبنانية بإستقبال الاهالي الجنوبيين، خصوصاً في البلدات الجبلية الآمنة نوعاً ما من القصف الاسرائيلي، في حال توسّعت الجبهات لتشمل لبنان، وفق التهديدات الاسرائيلية اليومية، الامر الذي أطلق العنان للتحضير لغرفة عمليات ميدانية في مختلف المناطق، لمواكبة ومتابعة الاوضاع الامنية المستجدة.

وفي السياق، برزت تلك التحضيرات في مناطق الجبل، وتحديداً لدى جنبلاط، الذي عقد لقاءات مفتوحة مع المسؤولين في الحزب الاشتراكي، لتجهيز المدارس والقاعات وإجراء مسح للشقق والمراكز، والتحضير الكبير والشامل لتموين المواد الغذائية وكل الحاجات الضرورية، وفق المصادر الاشتراكية التي اوضحت انه تم وضع خطة طوارئ ، وإستنفار لإستقبال النازحين من الجنوب، ومناطق الضاحية الجنوبية في حال شنّت اسرائيل اي عدوان على هذه المناطق، فالظروف الخطرة تتطلب تكاتفنا كلبنانيين، وهذا ما أراده النائب السابق وليد جنبلاط، منذ ان اعلن وقوفه الى جانب المقاومين واهالي الجنوب وغزة والفلسطينيين بشكل عام.

 

وتابعت: “قمنا بتشكيل لجنة مركزية تنبثق منها مجموعة لجان في المناطق، تضّم وكلاء في مناطق الشوف وعاليه وراشيا وحاصبيا وبعبدا والمتن الاعلى، لتحديد كل الاحتياجات لفصل الشتاء من مولّدات كهرباء ووسائل تدفئة ومخزون من اللوازم الطبية، مع إجراء مسح شامل للمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية، والتشديد والتذكير الدائم بعدم إستغلال الوضع الصعب، ورفع أسعار الشقق في هذه الظروف وذلك بطلب من رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط”.

واشارت المصادر المذكورة الى انّ اللجان المذكورة، تضم مسؤولين إداريين وتربويين يتواصلون مع المدارس، وأطباء يتواصلون مع وزارة الصحة والمستشفيات، وهناك عدد من المستشفيات يجري تجهيزها منها في الشحار، سبلين، عين وزين، كمال جنبلاط، والجبل، وحاصبيا وراشيا. اي بإختصار كل شيء بات جاهزاً في حال تعرّض لبنان لأي إعتداء اسرائيلي.

ورداً على سؤال حول مدى وجود تنسيق بين الاشتراكي وحزب الله، لفتت الى انّ التنسيق قائم بقوة مع الحزب، وهنالك اجتماعات متواصلة في ما يخص موضوع نزوح الاهالي وتقديم المساعدات لهم، والاجواء جيدة وايجابية وقابلة للتطور سياسياً.

ونقلت المصادر عن جنبلاط قلقه الدائم من توسّع دائرة الحرب، وتأكيده بأنّ مناطق الجبل مفتوحة للجميع ولكل الطوائف من دون إستثناء.

صونيا رزق – الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى