أبرز الأخبار

الحكومة ساعي بريد الاميركيين: هل يخضع حزب الله للضغوط؟

تخرج الاصوات العاقلة المقربة من محور الممانعة بمواقف تحمل أبعادا واقعية تعكس رغبة بعدم توسيع رقعة الاشتباك خارج قطاع غزة لتشمل لبنان، وتشدد في الوقت نفسه على ضرورة تدخل المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة لكبح جماح اسرائيل في عدوانها على قطاع غزة والبدء بمفاوضات جدية لاطلاق سراح الاسرى واعادة تقييم قواعد الاشتباك في غزة على نحو يُراعي ظروف الجميع.

هذه الاصوات التي تخشى من تداعيات الحرب الاسرائيلية على لبنان في حال قرر حزب الله الانغماس جنوبا، تُوجه انتقادات لاذعة لقيادات حماس الموزعة على فنادق الدوحة وأنقرة، طالبة منها التوقف عن التصريحات التي تطالب لبنان وتحديدا حزب الله بمساعدة المقاومة في فلسطين والدخول أكثر في الحرب، وترى تلك الشخصيات المقربة من محور الممانعة أن الامور ستتدحرج نحو الأسوأ في حال دخل الحزب الصراع لاسيما وأن رسائل وصلت الى لبنان الرسمي تؤكد أن اسرائيل ستعتمد سياسة الارض المحروقة وستقضم الكثير من المساحات مستندة الى غض طرف المجتمع الدولي الواقف الى جانبها والضوء ألاخضر ألاممي الهادف الى رسم خارطة طريق جديدة في الشرق الاوسط تواكب المصالحات التي تتم هندستها على مستوى العالم.
ومن الرسائل التي تبلغها لبنان الرسمي من دول غربية عدة، تأتي الرسالة الاميركية التي نقلها وزير الخارجية انتوني بلينكن للرئيس نجيب ميقاتي لنقلها بدوره الى قيادة حزب الله ومفادها ان الحرب المقبلة على لبنان في حال قرر الحزب وخلفه ايران فتحها عند الحدود الجنوبية ستكون كلفتها كبيرة تفوق حجم الدولة اللبنانية وما قد يشهده لبنان في الحرب أشبه بمجازر قد لا يتحملها النسيج اللبناني.

الاميركيون الذين يعملون على رفع الضغط عن اسرائيل، بدوا في رسائلهم الموجهة نحو لبنان أكثر صرامة وحزم عن الرسائل السابقة التي كانت تتعلق بمفاوضات الترسيم وغيرها من الملفات السياسية الأخرى، فهم يخشون انفلات الامور على صعيد الشرق الاوسط ويريدون حصر المواجهة في ساحة واحدة لأن كلفة التمدد ستكون كبيرة على الاطراف المنخرطة في الحرب، الا أن الكلفة الاكبر سيتحملها لبنان كدولة وشعب لا اسرائيل، مع التشديد على امكانية دخول واشنطن خط الصراع العسكري الى جانب تل أبيب في حال توسعت الساحات ودخلت ايران على الخط.

وتخشى الولايات المتحدة وخلفها اسرائيل من قوة حزب الله الميدانية، لاسيما وأن قدرته الصاروخية اقوى بعشرات الاضعاف عن تلك التي تمتلكها حماس وبالتالي فإن طبيعة الصراع العسكري على ارض الميدان ستكون مختلفة حكما وحرب الاستنزاف ستكون مكلفة، فالصاروخ الذي توجهه كتائب القسام اليوم لا يملك القدرة التدميرية بقدر صواريخ الحزب والتي نلحظ مفاعليها اليوم على المواقع العسكرية الاسرائيلية حيث تمكنت على مدى اسبوعين من تدمير منظومة الرصد التي بنتها اسرائيل على مدى سنوات ما اضطرها الى الاستعانة بالمسيرات وطائرات الاستطلاع لرصد التحركات على الحدود.
اما حزب الله فتقصد الرد على الرسائل الاميركية بالمواقف السياسية والتي اجمعت على أن الدخول في مواجهة مباشرة مع العدو على الحدود جنوبا تنتظر اشارة المحور وتطورات الحرب في غزة، من دون الدخول في تفاصيل الرد وأشكاله او توقيته، في حين تقف الحكومة اللبنانية في موقع المتفرج الذي لا حول له ولا قوة ويعمل رئيسها نجيب ميقاتي على تنظيم الملفات والتنسيق بين الوزارات استعدادا لأي حرب طارئة، ويتواصل مع الرئيس نبيه بري لاطلاعه على الخطوات المُتخذة ووضعه في جو الاتصالات الاميركية لنقلها الى قيادة الحزب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى