أبرز الأخبار

هل ينخرط سُنَّة لبنان في الحرب على اسرائيل؟

من تكريت العكارية دق “أهل السنة والجماعة” النفير نصرة لفلسطين، وسرعان ما انتشر فيديو لمجموعة ملثمة مسلحة تابعة للجماعة الاسلامية تؤكد الجاهزية لعبور الحدود “نصرة للاقصى ولاهلنا في غزة” ومواجهة العدو الاسرائيلي. الفيديو الذي يمثل حالة بدأت تنتشر في الشارع السُني، يُضاف الى تحرك كتائب عز الدين القسام- لبنان وتبنيها عمليات على الحدود ترتدي تارة طابع التسلل لمقاتيلها وطورا توجيه الرشقات الصاروخية باتجاه فلسطين المحتلة، في خطوة تؤكد أن حركة حماس كانت تعمل طيلة السنوات الماضية على تجنيد الشبان وتعمل على تدريب عناصر تابعة لمجموعات سُنية لبنانية معادية لاسرائيل ومستعدة لأي معركة ضدها.

ومع بدء معركة “طوفان الاقصى” استنفرت البيئة السُنيَّة في لبنان نصرة لغزة والاقصى، وعبَّر كل على طريقته: البعض بالمواقف والتظاهرات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني والبعض الآخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما سارعت الاحزاب المنظمة كالجماعة الاسلامية الى اطلاق النفير العام ودعوة المحازبين الشباب الى الاستعداد للانخراط بأي معركة قادمة، كذلك أعلنت مجموعات طرابلسية الجهوزية لمساندة حماس في حربها ضد اسرائيل.

اما حزب الله المعني الاول في معركة الحدود وخلفه ايران، فيبرز دوره الداعم لتلك المجموعات بصورة غير مباشرة وبالتحديد من خلال تبنيه نشاط حركة حماس في لبنان وتأمين الغطاء لعناصرها وفصائلها المسلحة وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام وفق ما تشير مصادر فلسطينية متابعة لهذا الملف. فالحرب في سورية وما تبعها من ظهور نشاط مسلح لمجموعات اسلامية متطرفة من النصرة وداعش وتهديدها لموقع حماس العسكري داخل المخيمات، دفع بالحركة الى التوجه اكثر نحو محاور جديدة، فكانت ايران الوجهة وحزب الله المساعد لناحية تأمين الظروف الملائمة للحركة في سورية ولبنان لاعادة ترتيب قدرتها العسكرية وتواصلها مع قطاع غزة. حزب الله الذي تربطه صلة وثيقة بحماس تعززت مطلع العام الفين خصوصا مع المسؤول العسكري عماد مغنية الذي تمكن من الاستثمار داخل الحركة وساهم طيلة السنوات الماضية في تدريب الكوادر الفلسطينية الشابة على الاسلحة الثقيلة كما دعم توسعها لتكون حالة عسكرية معاكسة للتنظيمات الاسلامية المتطرفة والتي يعتبرها الحزب من أدوات اسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة وتعمل وفق أجندة الدول الغربية.

في السنوات الاخيرة لاسيما بعد الازمة المالية التي تضرب لبنان، وسَّع الحزب “بيكار” دعمه للبيئة السنية مستغلا غياب تيار المستقبل عن المشهد السياسي، فصوّب بوصلته نحو القرى السنية التي تُعاني من الحرمان وتحديدا عكار التي تعتبر خزانا عسكريا مُهما بالنسبة اليه كقرى فنيدق ببنين وتكريت وغيرها من القرى السنية في المنطقة. عمد الحزب الى تمويل جمعيات زراعية واجتماعية هدفها مساعدة المواطنين هناك، وتمكن من التغلغل داخل تلك البيئات وجنَّد شبانا تحت لواء سرايا المقاومة فيما عهد المناطق الحساسة بالنسبة اليه للاحزاب القريبة منه.

واليوم مع تقدم الحديث عن “وحدة الساحات” وتوجيه البوصلة نحو فلسطين والمعركة في غزة، يجري الحديث عن جهوزية مئات الشبان من مناطق لبنانية مختلفة واستعدادهم العسكري للانخراط في الجبهة جنوبا في ظل معلومات تشير الى تنسيق واسع مع قوى حزبية فاعلة من البيئة السُنية أكدت المشاركة عبر مقاتليها في اية حرب مقبلة على الجبهة الجنوبية في حال اتخذ قرار المواجهة مع اسرائيل للتخفيف عن قطاع غزة وارباك الاسرائيلي في حربه.

علاء الحوري
ليبانون فايلز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى