بأقلامهم

كهرباء لبنان وسوريا …ومشهد الامس

بقلم الراصد

حوار بين نظام خشبي لا يضحك الا بتعليمات ترد اليه ونظيره الهاوي الذي يقرأ .. يتمرجل . يتباهى ولا يفهم كثيرا اين هو ولا عن موقع لبنان الجيوسياسي .. الصورة دليل إضافي عن الفوضى التي اودت بنا إلى جهنم والى قعرها .. الارتطام حصل .. يتكرر عند كل صباح في المنازل الرطبة الباردة .. عند الجياع الذي لامس الاكثرية المطلوبة لإعلان لبنان بلدا منكوبا ..
كهرباء لبنان وسوريا ومشهد الامس بين وزيري البلدين اعادني إلى إحدى الزيارات التي رافقت فيها الوزير جورج فرام إلى دمشق .. كان الوفد برئاسته وعضويتي فقط على اعتبار انني المستشار الصحافي .. وفي سيارته المصفحة والمغلقة بسواتر القماش كانت انفاسي تنقطع .. احاول فتح كوة لأرى.. لاتنشق منها الهواء .. لكن تكنولوجيا السيارة المصفحة تمنع ذلك اضافة إلى التدابير البروتوكولية التي تفرض عدم فتح الشبابيك ومد الرأس والتكلم مع السائق وكأننا في بوسطة تنورين .. لكن نحنا وطالعين كما تقول الاغنية لم يتوقف الوزير فرام من طرح الأسئلة عن الشخصيات السورية الفاعلة داخل النظام .. وزاد من طينتي بلة ان فرام لم يسأل عن وزير الكهرباء فأنا وهو ندرك جيدا ان القابس موجود في قصر المهاجرين وايon او off هما رهن إشارة الرئيس ..
وصلنا جديدة يابوس .. حشد رسمي بانتظارنا برئاسة الوزير .. اعلام وكاميرات وضيافة المشروبات بألوانها الدمشقية التي يبرع بها الرسميون في القطر الشقيق ليشعر الزائر اللبناني انه مرحب به مهما كانت ميوله في لبنان .. فكيف اذا كان القادم اليها اليوم هو رجل بكركي صفير عدو السوري الأول.. تصريح بسيط أدلى به فرام داعيا إلى التعاون بين بلدينا في قطاع الكهرباء والمياه ..
وفي الغد كنا في فندق الشيراتون .. اتصل فرام بي قائلا: هل استطيع ان اراك .. وخلال خمس دقائق كنت في جناحه داخل الصالون والصحف السورية تنتشر امامه على الطاولة .. بادرني : اقرأ في تشرين كيف تحور تصريحي .. قرأت واستغربت .. ثم قال : اقرأ البعث .. قلت : ليس من الضروري ان اقرأ انها صحف عديدة بنسخة واحدة ولو تعددت الأسماء..حاول أن يغضب .. حاول .. ولكن
باشارات البكم والصم استعنت بيدي لافهمه ان الصمت اغلى من الذهب والروح اغلى من الاثنين ..فهم ان كل شيء يسجل آليا في جناحه .. هدأ وتغير النقاش إلى وصف رائع لصبحية دمشق .. وفي تفاصيل التصريح المتحور ان الوزير فرام شدد امام الإعلاميين على ضرورة الشراكة بين البلدين في كافة المجالات الانمائية والديبلوماسية في سياسة حكيمة برئاسة سيادة الرئيس حافظ الأسد .
تصريح بقي على صيغته البعثية وتعابيرها : سيادة .. حكيمة وشراكة .. فمن يجرؤ على إرسال توضيح .. المستشار الاعلامي جبان ومثله الوزير القادم من بكركي ايضا.
وفي طريق العودة تم تصحيح الخبر شفويا بيننا .. هو يشتكي وانا ايضا وتأكد بما لا يقبل الشك ان قيامة لبنان لن تحصل طالما ان السوري لا يؤمن باله واحد يجمع بين سيادتنا وعروية بلاده .. ولا تزال القيامة غير واردة طالما وزير يتباهى بصداقته مع السفيرة الأميركية وآخر سوري لا يجرؤ التعليق وعيونه شاخصة صوب قصر المهاجرين تنتظر الإشارة ليعرف كيفية التصرف مع وزير لبناني يلهو ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى