بأقلامهم

طووايس وجواري في جمهورية ” بالدم بالروح” / لوسيان عون

بقلم ألمحامي لوسيان عون

بمعزل عما يعتبر التعرض لاحد الوزراء جسدياً جرماً جزائياً، فان القوانين في لبنان تطبق انتقاذياً و a la carte وفق مصالح اهل المنظومة الفاسدة التي تتحكم برقاب البلاد والعباد والتي أفقرتهم وأذلتهم ونهبت اموالهم ومدخراتهم وأفلست الدولة.
لو كان هناك دولة وقضاء، لكان بوسع كل المواطنين التقدم بدعاوى ضد مؤسسة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة ومطالبتهما بمئات مليارات الليرات من بدلات عطل وضرر اصابهم من جراء قطع التيار الكهربائي عنهم وجعلهم فريسة اصحاب المولدات يفرغون ما تبقى من جيوبهم في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها.
فالدولة تستوفي منذ عشرات السنين من المواطنين بدلات اشتراك بشكل منتظم وتجبي فواتيرها من المواطنين ،على اساس انها ملزمة بتأمين هذا التيار ٢٤/٢٤ ساعة متواصلة،
ورغم اطفاد معامل توليد الكهرباء ،وعدم توفير الفيول والغاز لها ياتي جباة الموسسة وبفرضون الجباية وكان هذا التيار مؤمن للمواطنين، وكم من تعويضات بوسع المواطن المطالبة بها قضائيا المؤسسة ووزارة الطاقة بسبب الاهمال والاستنكاف عن القيام بواجباتهما تجاه المواطنين.
ولو كان لبنان بألف خير
والقضاء بخير ايضاً
لكان بامكاننا – ومن حقنا – تقديك دعاوى مماثلة ضد هاتين المؤسستين المنهارتين الفاشلتين واستصدار احكام تلزمهما بمليارات بدلات العطل والضرر لطالما اذا تضرر المواطن الاجنبي من حفرة في الطريق قاضى الدولة اللبمانية والزمها بمئات الالاف من الدولارات.
لكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود في دولة لمجرد تلقى وزير ” دفشة” قامت القيامة – مع تسجيل اعتراضنا على انتهاك الحرمات -، والتأم مجلس الوزراء لادانة هذا العمل، طالما ان في نظر الحكومة والطبقة السياسية التي انتقت هذا الوزير، هو من طبقة اللوردات ،في وقت لم نسمع من هذا المجلس خلال عقود ماضية ادانة لتوقيف رئة المواطن والاقتصاد طالما ان الكهرباء تشكل عصب الحياة الاقتصادية والمعيشية، فالمواطنون هم ابناء جواري وليسوا من الاشراف، ولا يحق لهم الاعتراض أم الامتعاض، وقد بتنا في عصر لم يعد بوسع اي مواطن في اكثر البلدان الفقيرة العيش بدون طاقة كهربائية.
اردنا من خلال هذه السطور اجراد مقاربة صغيرة في النظرة الي كل من ابناء الست واولاد الجواري في وطن منكوب، يرفض حتى تلقي الدعم والمساندة من دول القرار ،حكامه أشبه بالطواويس ينفشون ريشهم، كيف لا ويلتقي مئات الالاف ممن يصطفون ويصفقون لهم ” عاش الملك” و ” بالدم بالروح ،عاشت الطواويس” في جمهورية المزرعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى