ما سرّ طوافة AB – 212 التي اقلت قائد الجيش؟

وصل قائد الجيش العماد جوزيف عون يوم امس على متن طوافة عسكرية، الى منطقة رأس بعلبك، للمشاركة في حفل اعلان جرود عرسال ورأس بعلبك منطقة خالية من مخلفات الحروب، لكنّ اللافت في الامر انّ العماد عون انتقل على متن طوافة عسكرية من نوع AB – 212 العائدة الى الخدمة اخيرا، بعدما كانت متوقفة عن الطيران منذ العام 1990.

وفي التفاصيل، تمّ شراء طوافات Agusta Bell 212 في الثمانينيات وتوقفت عن الخدمة في العام ١٩٨٩ بسبب الحرب، وقد حالت الظروف دون التمكن من إعادتها الى الخدمة نظرا الى الأضرار التي تعرضت لها، إضافة إلى عدم توافر مقومات إصلاحها سوى عبر إرسالها إلى الخارج وبكلفة عالية.

على هذا الصعيد، تثبت المؤسسة العسكرية قدراتها الاستثنائية في توظيف الخبرات التي يمتلكها عناصر القوات الجوية، كما مختلف وحدات الجيش، من تقنيين وخبراء، الذين اظهروا حرفية عالية، في توفير جهوزية العتاد والصيانة، وبرهنوا عن جدارة عالية وكسبوا رهانا صعبا بنجاحهم في تأهيل إحدى الطوافات بأقل كلفة ممكنة، في ظل سياسة التقشف التي تتبعها المؤسسة العسكرية نتيجة للازمة الاقتصادية.

وعلى صعيدٍ آخر، لم يبقَ إلّا الجيش، كآخر المرتكزات التي يُجمع عليها اللبنانيون، على الرغم مما يتعرض له من هجمات لا يمكن أن تكون عابرة، لكنه أبعد ما يكون عن حسابات سياسية ضيّقة.

في هذا الوقت يعتبر قائد الجيش منافسا رئاسيا اساسيا، انطلاقاً من علاقاته الخارجية والتقدير الذي يحظى به في الداخل، لذا تحاول بعض القوى السياسية إحراق صورته من خلال الاتهامات التي توجه اليه، وكان آخرها في ملف النزوح السوري عبر المعابر غير الشرعية.

في المقابل، دعا عون امس المنظرين بإتهامات باطلة الى الاطلاع ميدانياً على الوضع على الذي ينذر بالاسوأ، كما طالب المشككين والمصطادين بالماء العكر الوقوف خلف الجيش، لانه صمام الامان للبنان وسيبقى كذلك، ولن يحيد عن قسمه وواجباته.

شادي هيلانة – “اخبار اليوم”